“إيواء النازحين” من أهم المشاريع الإنسانية في الشمال السوري
تعمل العديد من المنظمات الإنسانية في الشمال السوري على مشاريع التجمعات السكانية، بهدف نقل قاطني المخيمات العشوائية إلى مساكن من الطوب كحل مستدام يخفف من معاناتهم.
وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو راديو فرش، قال الأهالي: “إن المنظمات الإنسانية تعمل جاهدةً لتأمين المساكن الكريمة للمهجرين وذلك من خلال نقلهم من الخيم المصنوعة من القماش إلى منازل الطوب، ولكن عمل المنظمات يبقى محدوداً ومقتصراً، كون هذه المشاريع تحتاج إلى دعم كبير جداً، ومن أجل تطوير هذا العمل لا بد من وجود دعم دولي جيد لكي تقوم المنظمات بإيواء جميع النازحين”.
وأضافوا: “أن النازحين يعانون العديد من الصعوبات في المخيمات كونها لا تقيهم حر الصيف ولا الشتاء، ولكن بالمقابل تعمل المنظمات على بناء منازل إما طوب وإما منازل عادية، حيث تقوم بتجهيزها بكل مستلزماتها، الامر الذي يجعل المنظمات تحتاج مدة زمنية طويلة لإنهاء مثل هذه المشاريع، وهناك صعوبات في تأمين الدعم الكافي لإيواء عدد كبير من النازحين”.
وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول مسؤول منظمة “IHH” في منطقة ريف حلب الشمالي، الأستاذ حسن أكسوي: “IHH هي منظمة تركية مضى على تأسيسها أكثر من 30 سنة، تعمل في أكثر من 120 دولة أعمالها الرئيسية، إيصال المواد الاغاثية والمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تعاني من ضيق الوضع الاقتصادي في بعض الدول، وارتكزت أعمالها في سوريا بشكل كبير مع بداية انطلاق الثورة السورية”.
وأضاف أكسوي: “أن بداية عمل المنظمة في سوريا، كان يقتصر على إيواء الأهالي النازحين من المناطق المجاورة في البلاد، الذين هربوا من بطش نظام الأسد وإجرامه، وقامت المنظمة بتأمين مساكن لهم ودعمهم بالمواد الاغاثية اللازمة، ويستمر عمل المنظمة حتى الان في المناطق المحررة شمالي سوريا، منها: إدلب وعفرين ومناطق ريف حلب الشمالي وتل أبيض وباقي المناطق المحررة، وتستهدف أيضاً العديد من الأمور الإنسانية كالصحة والتعليم”.
وأكد أن النازحين الذين يقطنون في المناطق المحررة أغلبهم في منطقة إدلب بالقرب من الشريط الحدودي إلى تركيا، ومناطق اعزاز وجرابلس حيث يسكن في مخيمات النزوح حوالي مليون ونصف مدني في مختلف المناطق في إدلب وغيرها، وقدر عدد السكان في مناطق الشمال السوري بما يزيد عن الخمسة ملايين، 35 % منهم يعيشون في مخيمات عشوائية.
وعن دور المنظمة في بناء وتأمين مساكن بديلة عن الخيام، يشير إلى أن “المنظمة تعمل على بناء مجمعات تحوي على منازل من الطوب وأخرى من الكرفانات لنقل العائلات النازحة التي تعيش ضمن خيم إليها لتأمين حياة أفضل لهم”.
ونوه إلى أن المنظمة تَنشط بهذه المشاريع السكنية في محافظة إدلب، لكثرة أعداد الوافدين إليها من نازحين ومهجرين نتيجة الأعمال العسكرية، ويتم العمل حاليا في أكثر من 40 منطقة من محافظة إدلب وريف حلب على بناء وتجهيز مخيمات من الطوب لتسليمها إلى النازحين.
وعن المعايير التي تتبعها المنظمة في تسليم المنازل يقول: “إن الأولوية في تسليم المنازل ضمن التجمعات الجديدة يكون للنازحين ضمن المخيمات العشوائية الذين لا يملكون أي عقارات أو أملاك في مكان نزوحهم، يليهم العائلات التي لديها أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة إلى الأرامل”.
وبالنسبة للمعايير المتبعة في بناء منازل الطوب يشير إلى أن كل “تجمع سكني يتم تجهيزه يختلف عن الأخر ويعود ذلك إلى وجود عدة جهات داعمة لهذه المشاريع وكل جهة داعمة تختار مشروعها بمعزل عن الأخرى، كما وتشترك عدة منظمات وجمعيات محلية مع هيئة الإغاثة الإنسانية”.
ويحتوي كل تجمع سكني يتم الانتهاء من بنائه وتجهيزه من قبل هيئة الإغاثة الإنسانية على مرافق خدمية تضم مسجد ومدرسة ومستوصف وحديقة.
وتواجه المنظمة العديد من الصعوبات أثناء تنفيذ مشاريع التجمعات السكنية، ومنها تحويل بعض المخيمات إلى تجمعات وتمكن الصعوبة بوجود أعداد كبيرة من النازحين لا تستطيع المنظمة تأمين مساكن لكل القاطنين في بداية تنفيذ المشروع.
وتسعى المنظمات الإنسانية في شمالي سوريا، إلى تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية المتفاقمة لمئات الآلاف من النازحين بتوفير مساكن إسمنتية بديلة عن الخيام القماشية لتكون كحل مستدام ينهي معاناة سنوات طويلة.
إعداد: حمزة العمور