الحشرات الضارة ظاهرة جديدة تؤرق سكان مخيمات الشمال السوري.. فما هي الحلول؟
تشهد مناطق مخيمات الشمال السوري انتشاراً ملحوظاً للحشرات الضارة (الأفاعي والعقارب)، خاصة تلك العشوائية منها، والتي تفتقر إلى التنظيم والقريبة من مجاري الصرف الصحي.
ويأتي انتشار الأفاعي والعقارب في المخيمات بالتزامن مع الأجواء الحارة التي تشهدها المنطقة.
ويتخوف قاطني المخيمات من الانتشار الكبير للحشرات الضارة لما تسببه من لدغات لهم وخاصة للأطفال، في ظل نقص الرعاية الصحية وافتقار المستشفيات والمراكز الصحية إلى الأمصال المضادة للدغات.
وشهدت المخيمات العشوائية منذ بداية فصل الصيف، تسجيل عدة إصابات بلدغات الحشرات، حيث سجلت حوالي الـ 60 إصابة في مخيم “صامدون”، بحسب ما أكده السيد عبد القادر إبراهيم مدير المخيم لفرش أونلاين.
يقول “إبراهيم” مدير مخيم “صامدون” لفرش أونلاين: “إن المخيم شهد خلال الفترة الماضية، تسجيل عشرات الإصابات بلدغات العقارب وغيرها من الحشرات الضارة، وشملت الحالات الإصابة بحبة حلب (اللشمانيا)”.
ويضيف أن تواجد المخيم بالقرب من مجاري الصرف الصحي والمناطق الجبلية، جعل قاطنيه عرضة للخطر بلدغات الحشرات، وهو ما يشتكي منه غالبية النازحين.
ودعا “إبراهيم” الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية إلى مساعدة قاطني المخيم من خلال إنشاء وتركيب شبكات جديدة للصرف الصحي وردم الأجزاء المكشوفة منها، كونها تعتبر البؤرة الأكبر لتواجد الحشرات الضارة، وتقديم سلل النظافة الشخصية وخزانات جديدة لتخزين وحفظ المياه.
وأشار إلى أن جحم المعاناة الإنسانية لقاطني المخيم يتزايد بشكل كبير خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة الكبير.
من جهته قال فراس الأحمد (أحد سكان مخيمات محافظة إدلب) لفرش أونلاين: “إن ظاهرة انتشار العقارب والأفاعي والبعوض في المخيم، باتت مشكلة تؤرق النازحين، ولاسيما أن غالبية الخيم قديمة ومهترئة لا تصلح للسكن”، ودعا “المنظمات الإنسانية إلى ضرورة تفعيل عمل الفرق التوعوية الجوالة، لأهميتها في توعية السكان، إضافة إلى بدء عمليات رش المبيدات الحشرية في المخيم للتقليل من إعداد الإصابات بلدغات الحشرات التي قد تؤدي إلى الوفاة أحياناً”.
ويتزامن الانتشار الملحوظ للحشرات الضارة في مخيمات النازحين، مع سوء الرعاية الصحية، وتواجد كميات قليلة من الأمصال المضادة للدغات العقارب والأفاعي.
يقول “يحيى نعمة” مدير قسم الرعاية الثانوية في مدير صحة إدلب لفرش أونلاين: “إن جرعات الأمصال المضادة للدغات العقارب والأفاعي لا تتوافر بشكل كبير في المستشفيات العامة، نتيجة لقلة الدعم المالي المقدم من قبل المنظمات الطبية، وهو ما يضطر المواطنين إلى زيارة المراكز الصحية الخاصة لتلقي تلك الجرعات”.
ويضيف أن الجرعات المتوفرة في المستشفيات والمراكز الصحية العامة تعطى بشكل إسعافي في حال ورود حالة إصابة بلدغات الحشرات.
ولا تتواجد إحصائية رسمية بأعداد حالات الإصابة بلدغات الحشرات الضارة لدى الجهات الطبية، نتيجة لجوء المواطنين إلى العيادات الخاصة لتلقي جرعات المصل المضاد، بحسب ما أشار إليه “نعمة”.
ودعا الدفاع المدني السوري سكان المخيمات إلى الالتزام بسبل النظافة الشخصية ونظافة مخيماتهم، وتجنب رمي بقايا الطعام بالقرب من الخيام لما تجلبه من حشرات.
يقول فراس خليفة المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني لفرش أونلاين: “إن المنظمة تعمل جاهدة على تقديم كافة الإمكانيات المتاحة لتحسين أوضاع سكان المخيمات في المناطق المحررة، من خلال بناء شبكات جديدة للصرف الصحي وتوعيتهم إلى ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية والعامة للحد من لدغات الحشرات”.
واعتبر “خليفة” أن الحل الوحيد لمشكلة انتشار الحشرات وما تسببه للنازحين، يتمثل باستبدال الخيام بمساكن من الطوب، وتأمين عودة كريمة لهم إلى مدنهم وبلداتهم.
وكأن كل المآسي والمشاكل التي يعانيها سكان المخيمات في المناطق المحررة لا تكفيهم، حتى تضاف ظاهرة انتشار الحشرات الضارة في مخيماتهم، لتشكل هاجساً ومصدر قلق جديد لهم.
إعداد حمزة العبد الله