كارثة صحية في إدلب.. هل سيحد منع التجمعات من الانتشار المتسارع لكورونا؟
عقب الانتشار المتسارع للمتحور “دلتا” (كورونا)، وتشكيله خطراً على كافة الفئات العمرية، عملت حكومة “الإنقاذ” على منع التجمعات في المخيمات والمدارس والمساجد والمرافق العامة للحد من انتشار الوباء، بالإضافة إلى حملات التوعية ونقل المصابين والمشتبه بإصابتهم إلى مراكز الحجر الصحي.
بدورها، أصدرت مديرية صحة إدلب تعميماً لفتت فيه إلى خطورة وضع تفشي فيروس كورونا في مناطق شمالي غرب سورية.
وطالبت المواطنين بالالتزام بالإجراءات الوقائية، ومنها ضرورة ارتداء الكمامة، وخاصة في التجمعات والأنشطة الاجتماعية، كالأعراس وبيوت العزاء.
كما دعت كبار السن إلى التوجه إلى مراكز اللقاح، وطلبت ممن تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس التزام الحجر الصحي المنزلي، حرصا على سلامتهم وسلامة ذويهم.
وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول مدير العلاقات العامة في حكومة “الإنقاذ” السورية، محمد سالم: “قررنا في حكومة الإنقاذ منع التجمعات في المرافق العامة للحد من فيروس كورونا، بعد أن تسارع انتشار الوباء بشكل هستيري ومتسارع”.
وأضاف سالم: “سيتم تحديد الإجراءات التنفيذية من خلال الوزارات والإدارات المعنية والمختصة، كون الواقع يختلف من منطقة لأخرى، حسب حالة العدوى وتفشي انتشار الفيروس”.
وأوضح أنه، في حكومة “الإنقاذ” دوائر تنفيذية تتابع الإجراءات الدقيقة لجميع المرافق العامة (مشافي ومدارس ومستشفيات والأسواق الشعبية إلخ..)، مشيراً أن مسألة الفقر ونزوح الأهالي وعدم القدرة على التقيد بالقرارات “ليست كوباء كورونا وانتشاره المتسارع، كونه يعتبر مسألة حياة أو موت لأنها تهدد حياة الكثيرين من أهلنا في المنطقة”.
وفي الحديث عن الحد من انتشار فيروس كورونا عقب إصدار القرار، أكد سالم “كان لدينا تجربة غنية العام الماضي، من خلال التفاعل الإيجابي بين أفراد المجتمع والإجراءات الحكومية التي قلصت انتشار الفيروس إلى حد كبير، وتم تجاوز تلك المرحلة”.
وتابع، “نحن متفائلون بشكل كبير من أن قرارنا في تأجيل افتتاح المدارس والمعاهد ومنع التجمعات في المرافق العامة وإغلاق بعض الأسواق الشعبية، سيساعد في تخطي مرحلة تسارع انتشار الوباء والحد منه بشكل كبير”.
وكان قد أكد فريق “منسقو استجابة سورية” في بيان له، أن حالة “طوارئ إنسانية” تحدث في شمالي غرب سورية، مشيراً أنه “في حال لم يتم اعتماد تحرك دولي إنساني فوري، وإعطاء الطواقم الطبية والعاملين في المجال الإنساني الوسائل اللازمة للحدّ من المخاطر، وتزويد المستشفيات بالإمدادات والمعدات التي تحتاج إليها لمواجهة هذه الأزمة الطارئة، فإنّ الأمر سيشكل كارثة حقيقية”.
وتشهد مناطق شمال غرب سوريا ارتفاعاً متزايداً منذ الأول من آب/أغسطس، في أعداد المصابين بفيروس كورونا بعد انتشار متحور دلتا، وسط مخاوف من انهيار القطاع الصحي المنهك، وتحذيرات من “كارثة صحية وشيكة” خصوصاً في منطقة حارم شمالي إدلب.
وطالبت حكومة “الإنقاذ” السورية في بيان لها، جميع الوزارات والجهات العامة التابعة لها، بإلزام العاملين والمراجعين بالإجراءات الوقائية، لمنع الإصابة بفيروس كورونا، ودعت العاملين الى الالتزام بالتباعد المكاني وارتداء الكمامات الطبية والتعقيم وتجنب المصافحة.
ويأتي هذا التعميم في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس في مناطق شمال غرب سوريا، إذ أعلن فريق “منسقو استجابة سوريا” أن العدد الكلي للحالات الإيجابية منذ مطلع آب/أغسطس، بلغ 7 آلاف و729 حالة، بعد تسجيل 991 إصابة الجمعة معظمها في حارم بريف إدلب الشمالي.
إعداد: حمزة العمور