ارتفاع أسعار المحروقات يثقل كاهل المواطنين في شمال غربي سوريا
تتزايد معاناة المواطنين في شمال غربي سوريا، نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، إذ ارتفعت الأسعار بشكل يفوق قدرة المواطن الشرائية في وقت لا تتناسب فيه الأجور مع الارتفاع الحاصل.
ولعل الارتفاع الأكبر لأسعار المحروقات، كان ارتفاع سعر أسطوانة الغاز بشكل كبير، حيث بلغ سعرها وفق التسعيرة الرسمية الصادرة عن شركة “وتد” 109 ليرات تركية، وهو أعلى سعر تسجله الأسطوانة منذ بدء التداول بالليرة التركية.
وانعكس ارتفاع أسعار المحروقات في إدلب على مختلف شرائح المجتمع من مواطنين وحرفيين وأرباب عمل، حيث ارتفعت أسعار أصناف عديدة من المواد الغذائية والاستهلاكية.
ولعل المتضرر الأكبر من ارتفاع الأسعار، هو المواطن الذي يضطر للعمل في أعمال حرة غير ثابتة بأجور زهيدة جداً لتأمين قوت يوم عائلته، وفي تقرير سابق سلطت فرش أونلاين الضوء على واقع “عمال اليومية” في إدلب وأجورهم.
وبحسب من تواصلت معهم من عمال، فأن الأجرة اليومية التي يتقاضها العامل بعد عمله لأكثر من 8 ساعات، لا تتجاوز الـ 25 ليرة تركية، وهو مبلغ زهيد لا يكفي لتأمين احتياجات عائلة صغيرة من مادة الخبز وبضعة كيلو غرامات من بعض الخضار، فكيف لذلك العامل بذاك الأجر القليل أن يأمن احتياجات منزله من الغاز والمازوت لا سيما أن فصل الشتاء بات قريباً جداً.
وينعكس ارتفاع أسعار المحروقات على كافة مفاصل الحياة، حيث يضطر أصحاب المصالح إلى رفع أسعار بضائعهم، كما ويضطر سائقي وسائل النقل الخاصة إلى رفع أجرة الركاب، وأصحاب المطاعم إلى رفع أسعار وجباتهم، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخضار والفواكه واللحوم وغيرها، مع بقاء أجرة العامل على ما هي عليه وسط ظروف اقتصادية صعبة تعصف بالمواطنين في المناطق المحررة، بحسب ما قاله مواطنين لفرش أونلاين.
ويتزامن ارتفاع أسعار المحروقات مع اقتراب فصل الشتاء، وهو ما يحدث كل عام، كما يقول من استطلعت آرائهم فرش، لاسيما أن شريحة كبيرة من المواطنين في شمال غربي سوريا يرغبون باقتناء مادة المازوت لاستخدامها في التدفئة خلال الشتاء، نظراً لسهولة الاستخدام وانعدام المشاكل الصحية، ومع هذا الارتفاع الكبير لأسعار المادة سيعزف قسم كبير منهم على شرائها واللجوء إلى مواد جديدة كاستخدام الألبسة القديمة “البالة” أو النفايات البلاستيكية وروث الحيوانات للتدفئة، وهي مواد غير صالحة للاستخدام وتسبب مشاكل صحية كبيرة خاصة للأطفال.
يقول عمر نازح من مدينة كفرنبل لفرش أونلاين: “أذهب للعمل في إحدى المعامل في مدينة سلقين، براتب أسبوعي حوالي الـ 150 ليرة، أعمل منذ الصباح الباكر وحتى الساعة الثامنة مساءً”.
ويضيف، أن الأجرة الأسبوعية لا تكفيه لتأمين احتياجات منزله الأساسية، مشيراً أن راتبه الذي يتقاضاه لا يكفيه لشراء كل الاحتياجات.
ويتسأل قائلاً، كيف لراتبه الأسبوعي أن يؤمن له أسطوانة غاز والخبز والخضار في ظل ارتفاع الأسعار وغياب الرقابة التموينية من قبل الجهات المعنية.
وأوضح، أنه سيلجأ إلى توفير استهلاك الغاز المنزلي إلى حد كبير من أجل أن تكفيه تلك الأسطوانة لأطول فترة ممكنة، معللاً ذلك، بأن راتبه الأسبوعي لا يكفي لسد احتياجات منزله الأساسية.
من جهته، حمل زياد (مهجر من مدينة حلب)، التجار مسؤولية التلاعب بالأسعار وزيادتها في كل انخفاض لليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي.
يقول زياد لفرش أونلاين: “التجار مسؤولين عن التلاعب بلقمة عيش المواطن، هم يستغلون كل الفرص لرفع الأسعار دون وجود رادع لهم سواءً أخلاقي أو حتى من قبل الجهات الحكومية التي باتت تغض الطرف عن تلك التجاوزات”.
ويلقي المواطنين في المناطق المحررة اللوم على الجهات الحكومية التي تكتفي بفرض وإصدار القرارات دون العمل على ملاحقة الفاسدين وضبط الأسعار ومخالفة من يتلاعب بها.
وأثار الارتفاع الكبير لأسعار المحروقات في محافظة إدلب، موجة سخط وغضب كبيرين على شركة “وتد” المتحكم الأكبر بقطاع المحروقات في المحافظة، وعبر المواطنين عن غضبهم من خلال منشورات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما ونظم عدد منهم مظاهرة احتجاجية ومنددة في مدينة إدلب رداً على ارتفاع الأسعار.
ودائماً، ما تبرر شركة “وتد” ارتفاع أسعار المحروقات إلى انخفاض الليرة التركية مقابل الدولار تارةً أو لارتفاع أسعار النفط عالمياً تارةً أخرى.
وتشهد منطقة شمال غربي سوريا، ارتفاعاً كبيراً في معدلات البطالة ومن الصعب إيجاد فرص عمل في ظل فقر مدقع يعصف بالمواطنين مع استمرار القصف والعمليات العسكرية والانتشار الكبير لجائحة كورونا، وبحسب إحصائية سابقة لفريق منسقو استجابة سوريا، فأن نسبة البطالة في المنطقة تبلغ 89%.
إعداد: حمزة العبدالله