عودة العمل في مشفى “ابن الهيثم” لطب العيون شمالي إدلب بعد عامين من توقف الدعم
استأنف مستشفى “ابن الهيثم” لطب العيون في قرية “باريشا” شمالي إدلب، عمله في تخديم مرضى العيون بشكل مجاني وذلك بعد انقطاع دام لعاميين متتالين.
وعاود المستشفى إجراء كافة المعاينات الطبية الخاصة بمرضى العيون، إضافة إلى إجراء مختلف العمليات الجراحية العينية بشكل مجاني، كما ويضم صيدلية ً تقدم الأدوية المتوافرة بالمنطقة للمرضى بالمجان.
يقول الطبيب طلال العبد الله مدير المستشفى لفرش أونلاين: “إن مشفى ابن الهيثم لطب وجراحة العيون عاود العمل بالطاقة الكاملة وذلك بعد فترة انقطاع طويلة”.
وأضاف “العبد الله”، أن العمل منذ انقطاع الدعم عن المستشفى في العام 2019، لم يتوقف بالرغم من قلة الإمكانيات المتاحة ونقص الأجهزة الطبية اللازمة لإجراء المعاينات العينية.
وأشار، أن الكادر لم يتوقف عن تقديم خدماته الإنسانية للمرضى طيلة انقطاع الدعم، لافتاً، أن الدعم المقدم لهم طيلة الفترة الماضية، كان محدوداً من قبل جمعية “القلوب الرحيمة”.
وتابع “العبد الله”، أن المستشفى يجري عمليات نوعية ويقدم خدمات طبية كثيرة لكافة المرضى المحتاجين.
وعن الصعوبات التي تواجه عمل الكادر الطبي في المستشفى قال “العبد الله”، إن أبرز الصعوبات التي تواجههم تتمثل بافتقار المستشفى لبعض الأجهزة الطبية الحديثة لإجراء بعض العمليات الجراحية الحساسة والتي لا تتوافر إلا في المشافي الكبيرة والتي يقدم لها دعم حكومي.
من جانبه، أكد مروان البارود مدير إداري بمستشفى “ابن الهيثم” شمالي إدلب، لفرش أونلاين، أن 90 بالمئة من العمليات الجراحية لمرضى العيون متوفرة ويمكن إجرائها بعد عودة الدعم المالي واللوجستي للمشفى، مشيراً، أن المشفى سابقاً وخلال فترة توقف الدعم كان يقدم بعض العمليات البسيطة، إلا أنه بات اليوم قادراً على إجراء كافة تلك العمليات بشكل مجاني.
ويقدم المستشفى خدماته الطبية لحوالي الـ 3 آلاف مريض، ويجري 250 عملية جراحية “كبرى”، إضافة إلى 500 عملية “صغرى” بشكل شهري، كما ويستفيد أكثر من ألف مريض من الخدمات الطبية في قسم “الليزر”، بحسب ما قاله “البارود”.
وبالرغم من عودة العمل بالطاقة الكاملة للمستشفى، إلا أن بعض العمليات الجراحية لبعض المرضى لا تتوفر حالياً، نتيجة عدم وجود الأجهزة الطبية اللازمة لإجرائها، كمرضى الشبكية والتي لا تتوافر عملياتهم في المناطق المحررة، وهم بحاجة لدخول تركيا للعلاج.
وتعد تلك المشكلة من أبرز المشاكل التي يعاني من آلاف المرضى (مرضى الشبكية) في شمال غربي سوريا، لا سيما أن تلك العمليات غير متوفرة بالمشافي، وتحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لإجرائها في المشافي الخاصة، وهو ما لا يقدر عليه غالبيتهم نتيجة الظروف المعيشية الصعبة والركود الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، وارتفاع معدلات البطالة وعدم توفر فرص العمل.
يقول محمد عبد الحميد أحد المرضى المراجعين للمستشفى، لفرش أونلاين: “قصدت مستشفى ابن الهيثم مؤخراً لإجراء فحص روتيني لعيني، وبعد عملية الفحص تبين وجود نزف في شبكية العين، وللآسف لا أستطيع إجراء العمليات الجراحية داخل المستشفى لعدم توفر الأجهزة الطبية”.
وأضاف، “أنه مضطر لإجراء تلك العملية بشكل سريع حتى لا تسوء حالته المرضية مستقبلاً”، مشيراً، “أن دخول الحالات الطبية (الباردة) كما يسميها أهالي المنطقة إلى تركيا متوقف منذ أعوام”، حيث يقتصر دخول الحالات الطبية من شمال غربي سوريا إلى الأراضي التركية على الحالات الحرجة والمستعجلة، وهو ما يهدد الشاب محمد بتراجع حالته الطبية.
وناشد محمد، المنظمات الإنسانية بمساعدته للدخول إلى تركيا للعلاج وإجراء العملية الجراحية في مشافيها.
ويراجع المستشفى بشكل يومي، عشرات المرضى من مختلف الشرائح (رجال ونساء وأطفال) لإجراء الفحوصات العينية والعمليات الجراحية.
وتعد مستشفى “ابن الهيثم” واحدة من أكبر المستشفيات المخصصة لطب العيون في شمال غربي سوريا، في وقت تعتبر فيه الأمراض العينية من الأمراض الحساسة، وتتميز المستشفى بموقعها الجغرافي الهام، إذ تتواجد في منطقة مرتفعة الكثافة السكانية، حيث تتواجد عشرات المخيمات.
إعداد: حمزة العبد الله