في ظلّ انشغال روسيا بحربها مع أوكرانيا.. حراكٌ سياسيٌّ لإعادة توحيد المعارضة السوريَّة
اجتمع يوم الإثنين الفائت، رئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط مع مساعد وزير الخارجيَّة إيثان غولدريتش في العاصمة التركية أنقرة وذلك لبحث مستجدّات الملف السوري.
وشدَّد المسلط خلال الاجتماع على ضرورة إصلاح العمليَّة السياسيَّة عبر بنود القرار 2245، محذراً في الوقت ذاته من أي طرح تشويشي يحرف العملية السياسية عن مسارها.
ودعا الائتلاف الولايات المتحدة إلى فتح ملف جرائم نظام الأسد وروسيا في المحكمة الدولية بالتوازي مع الملف الأوكراني، وضرورة محاسبة بشار الأسد ونظامه.
وقال المحلّل السياسي، أيمن عبد النور لفرش:” بعد انتهاء جلسات أصدقاء سوريا والّتي ضمّت 11 دولةً مع جامعة الدول العربيَّة والاتَّحاد الأوروبي في واشنطن يوم الخميس الفائت، قام مساعد وزير الخارجيَّة إيثان غولدريتش بزيارة إسطنبول للقاء رئيس الائتلاف وأعضاءه، ووصلت يوم أمس سفيرة فرنسا للملف السوري من أجل أيضاً لقاء الائتلاف، بعد أن قاموا بزيارة العاصمة المصريَّة القاهرة والاجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربيّة، تم فيه بحث ملفات القضية السورية من مختلف جوانبها بما فيها اللجنة الدستورية”.
وناقش الطرفان قضيَّة المعتقلين في سجون نظام الأسد، وطالب المسلط الولايات المتحدة بالتدخل بشكلٍ عاجلٍ لإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المغيبين قسراً.
وأضاف النور خلال حديثه:” هُناك حراك حقيقي في الوضع الراهن بسبب انشغال المجتمع الدولي في الحرب الروسية الأوكرانية، يهدف إلى توحيد المعارضة السورية من جديد، وإعادة صياغة مشروع سوريا ما بعد بشار الأسد، حيث بإمكان هذا المشروع من جمع عدد من الدول والمجتمع الدولي حوله، ما يحقق من مصالح مشتركة بين الشعب السوري والمجتمع الدولي، وبالتالي يكون لتلك الدول مصلحة في تنفيذ مشروع سوريا القادم”.
وتطرَّق الطرفان لأحداث محافظة الحسكة، حيث أكد المسلط على أن حي غويران لم يكن يوماً حاضنة لعناصر تنظيم الدولة، وأن المهجرين والذين جرفت بيوتهم هو ضحايا التنظيم فيما سبق، مُشيراً أن زرع عناصر تنظيم الدولة في موقع في حي سكني هو مخططٌ لتهجير أهله.
وقال عبد الله كدو عضو الهيئة السياسية في الائتلاف لفرش، إن الائتلاف برئاسة سالم المسلط بحث مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش العديد من الملفات الأساسية في سوريا أبرزها آفاق العملية السياسية والأزمة الإنسانية التي يمر بها السوريين.
وأضاف “كدو”، أن “غولدريتش أكد التزام بلاده بالمضي قدماً في الحل السياسي في سوريا وفق القرار الدولي 2254، إضافة إلى سعيها لمواصلة إدخال وتقديم المساعدات الإنسانية إلى السوريين من خلال السعي لتجديد القرار 2585 الخاص باستمرار إدخال المساعدات عبر المنافذ الحدودية إلى البلاد.
واستمع “غولدريتش” إلى مقترحات قدمها وفد الائتلاف خلال الجلسة تمثلت بانتزاع الشرعية من نظام الأسد ولاعتراف بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري، والضغط من أجل عرقلة تسليم الجامعة العربية لمقعد سوريا لنظام الأسد، إضافة لدعم الائتلاف والحكومة المؤقتة من أجل توفير الخدمات للمدنيين في مناطق سيطرتها خاصةً منطقتي “رأس العين” و “تل أبيض” شمال شرقي البلاد، والتي تعاني من أزمات مختلفة نتيجةً لعدم تواجد المنظمات الإنسانية هناك، بحسب “كدو”.
وأشار أن الائتلاف اقترح على “غولدريتش” مراقبة ملف المخدرات، لا سيما أن نظام الأسد يعتبره من أهم موارده المالية التي تدر له مبالغ مالية كبيرة كون أنه يعمل على إنتاجها وإرسالها عبر عمليات التهريب خارج الحدود السورية.
واستضافت واشنطن في الثالث من الشهر الحالي اجتماعا لممثلي 13 دولة عربية وغربية بينها تركيا، وألمانيا، وبريطانيا والسعودية تم فيه بحث ملفات القضية السورية من مختلف جوانبها بما فيها اللجنة الدستورية.
ومع بداية الشهر الحالي نشرت السفارة الأمريكية في دمشق، تغريدة قالت فيها، إن شهر آذار الحالي سيكون “شهر المحاسبة”، وعدم الإفلات من العقاب.