منسقو الاستجابة يوضح أسباب الانتحار في الشمال السوري ويحذر من ارتفاع معدلاته

شهدت مناطق شمال غربي سوريا في الآونة الأخيرة، العديد من محاولات الانتحار، تقف وراءها أسباب مختلفة، منها سوء الأحوال المادية للأهالي والنازحين، والقلق من انقطاع مصادر الدخل، أو الإجبار على نزوح جديد، فضلاً عن عدم إمكانية عودة النازحين إلى مناطقهم التي باتت تحت سيطرة قوات نظام الأسد.

وسجل فريق منسقو استجابة سوريا ثلاث حالات انتحار يوم الأحد الفائت، حالتان منها لشبان في ريف حلب وواحدة لسيدة في ريف إدلب الغربي.

وقال مدير منظمة منسقو الاستجابة محمد حلاج في حديث خاص لفرش أونلاين: ” إن الأسباب التي تؤدي إلى الاقدام على الانتحار كثيرة، وهناك سبب معين ومختلف لكل حالة انتحار، ويمكن أن نعزيها إلى أسباب معينة، إما اقتصادي أو نفسي أو اجتماعي، وهذه الأسباب تدفع الشخص إلى الانتحار”.

وهناك أدلة تُبين وجود علاقة بين المتغيرات الاقتصادية والسلوك الانتحاري، وكل هذا يمكن تفهمه بسبب حجم المشاكل التي يعاني منها الفقراء والآلام الناجمة عنها.

وأضاف حلاج، أن ” الاستخدام السيء للتكنولوجيا باعتبار أن هناك انفتاح كبير في الأيام السابقة، ومن أهم الأسباب التي تدفع الأشخاص هو انتشار المخدرات والبطالة والفقر، وازدياد حالات العنف الأسري والاستخدام السيئ للتكنولوجيا”.

وهذه الأوضاع تستدعي مطالبة كافة الجهات المعنية بمعالجة هذه الظاهرة في كافة جوانبها، وإنشاء مراكز للتأهيل النفسي، وتشكيل فرق خاصة لمكافحة ظاهرة الانتحار، وإطلاق حملات إعلامية لتسليط الضوء على مخاطر هذه الظاهرة، وكيفية الحد منها.

وحول سؤاله عن الخطط التي من الممكن وضع للحد من انتشار هذه الحالة أجاب: “هذا الامر يعود للقطاع الطبي والمنظمات الإنسانية، وذلك عن طريق فتح عيادات نفسية للتعامل مع هذه الحلات، وفتح مراكز لمعالجة الإدمان على المخدرات”.

وأكد حلاج، أن “حصيلة الانتحار منذ مطلع العام الجاري بلغت 33 حالة، منها 26 حالة وفاة، و7 محاولات باءت بالفشل، وهناك زيادة بنسبة 75 بالمئة، حيث سُجل في العام الماضي 19 حالة انتحار فقط”.

وفي مطلع العام الجاري أطلقت منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” أحد برامج “المنتدى السوري”، حملة توعية بالتعاون مع منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية في مدينة سلقين بريف إدلب، ورفعت المبادرة شعار “كلمات قليلة تصنع فرقاً.. لنعمل معاً على الحد من الانتحار”، وسلطت الضوء على موضوع الانتحار وسعت إلى تقديم أساليب للوقاية منه