تزايد حالات الغرق والوفاة جراء السباحة شمال غربي سوريا و”الخوذ البيضاء” تبدأ خطة للاستجابة
تزايدت حالات الغرق منذ بداية فصل الصيف، في مناطق شمال غربي سوريا، نتيجةً للسباحة في المسطحات المائية من أنهار وبحيرات ضحلة وعدم التقييد بإجراءات الوقائية والأمان الخاصة أثناء السباحة.
ويقصد المدنيين تلك المسطحات المائية للترفيه عن أنفسهم خاصةً مع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة.
ويتواجد في المنطقة العديد من المسطحات المائية كـ بحيرة “ميدانكي” في ريف مدينة عفرين شمالي حلب، و “عين الزرقاء” غربي إدلب، حيث تعد تلك المنطقتان من أهم المناطق السياحية في مناطق شمال غربي سوريا التي يقصدها المدنيين للترويح عن أنفسهم نتيجةً لضغوطات الحياة المتزايدة، لكن السباحة فيهما تكاد لا تخلو من خطر الغرق والوفاة.
الدفاع المدني يبدأ خطة شاملة للاستجابة لعمليات الإنقاذ المائي
بدأت منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) منذ بداية تموز/ يونيو الحالي، تنفيذ خطة شاملة للاستجابة لعمليات الإنقاذ المائي، بهدف الحد من حوادث الغرق في البحيرات بمناطق شمال غربي سوريا.
وعملت فرق المنظمة الميدانية على وضع وتجهيز نقاط مراقبة مجهزة بعتاد الغطس، بالقرب من بحيرة “ميدانكي” و “عين الزرقاء” على نهر العاصي، واستنفرت جميع فرق الإنقاذ المائي التابعة لها، بهدف التدخل في حال حدوث حالات غرق للمدنيين أثناء السباحة، بحسب ما قاله المتطوع في منظمة الدفاع المدني، عبد المنعم الدالي، لفرش.
وأوضح “الدالي”، أن الهدف يتمثل بـ “انقاذ أكبر عدد من المدنيين الزائرين لتلك المناطق، وحمايتهم من الغرق والاستجابة السريعة لحالات الاستغاثة عند حصول حالات غرق، مشيراً إلى وجود نقاط مجهزة تعمل على الرصد والاستطلاع بالقرب من المسطحات المائية.
أسباب الغرق
أرجع المتطوع في المنظمة ازدياد حالات الغرق مؤخراً، إلى السباحة في المسطحات المائية الغير صالحة للسباحة نظراً لضحالة مياهها وبرودتها وانتشار الأعشاب في قعرها، إضافةً إلى التيارات القوية، مؤكداً، أن تلك العوامل هي عوامل خطورة للأشخاص تسبب لهم تشنجات عضلية قوية قد تؤدي بالسباحين إلى الغرق والوفاة خلال مدة قصيرة.
وأكد “الدالي” خلال حديثه لفرش، أن عدم وجود وسائل الأمان الخاصة بالسباحة (حبال وإطارات مطاطية) لدى قاصدي المسطحات المائية، يزيد من حالات الغرق للأشخاص الغير متمرسين، لافتاً، أن عدم مراعاة المدنيين للأوقات المناسبة للسباحة يزيد أيضاً من حالات الغرق نظراً لارتفاع منسوب المياه في عدة أوقات خلال اليوم الواحد وازدياد سرعة التيارات.
ترحيب شعبي بخطة الإنقاذ الخاصة بمنظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)
لاقت خطة المنظمة ترحيباً شعبياً كبيراً من قبل زوار المسطحات المائية (بحيرات-أنهار)، الأمر الذي سيشعرهم بالأمان خلال السباحة فيها.
وقال “شاكر خطيب” أحد زوار تلك المسطحات لفرش: “خطة الدفاع المدني هامة جداً لإنقاذ الكثير ممن سيتعرض للغرق نتيجة عدم الخبرة، فهم يقومون بواجبهم على أكمل وجه، ودائماً تتداول مواقع التواصل العمل الجبار الذي يقومون به، ومع تواجدهم ضمن تلك المناطق السياحية سيجعل جميع الزائرين يشعرون بالراحة أثناء رحلتهم”.
حصيلة حالات الغرق منذ بداية هذا العام
استجابت فرق “الإنقاذ المائي” التابعة لمنظمة الدفاع المدني منذ بداية العام الحالي، لـ 20 نداء استغاثة لحالات غرق في شمال غربي سوريا، انتشلت على إثرها جثامين 19شخصاً، وفق ما أكده “الدالي”.
وأوضح، أن “الفرق المختصة تمكنت من إنقاذ عشرات المدنيين كادوا أن يغرقوا، وتم نقلهم الى المستشفيات والنقاط الطبية القريبة”.
وانتشلت فرق “الإنقاذ المائي” في الـ 15 من حزيران الجاري، جثتي شابين توفيا غرقًا أثناء السباحة في مياه بحيرة “ميدانكي” في ريف مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
وفي رابع أيام عيد الأضحى، انتشلت الفرق جثة شاب توفي غرقاً بمياه نهر العاصي في منطقة “عيون عارة” قرب بلدة “دركوش” غربي إدلب، كما انتشل جثة شاب ثانٍ غرق خلال سباحته في مياه نهر “الساجور” في منطقة جرابلس بريف حلب الشرقي.
نصائح وإرشادات لتجنب حوادث الغرق
دعا “الدالي” خلال حديثه المدنيين إلى عدم السباحة في المناطق المحظورة وعدم المخاطرة والاقتراب من سواقي جر المياه مثل سواقي جر المياه كـ ساقية عفرين بسبب برودتها واحتوائها على مادة لزجة تمنع الخروج منها.
وسبق أن حذرت منظمة الدفاع المدني المدنيين من الاقتراب من أطراف الأنهار والبرك المائية والآبار لخطورتها.
يشار أن منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) دربت 45 متطوعاً ضمن صفوفها العام الماضي، في مختلف مناطق شمال غربي البلاد، على عمليات الغطس والإنقاذ الخاصة بغية التدخل السريع عند وقوع حالات غرق في المسطحات المائية، جرى تقسيمهم على 3 مستويات بعد خضوعهم لاختبارات عن طريق لجنة من مدربي الغطس المختصين.