تحذيرات من أزمة مياه في مخيمات شمال غربي سوريا تزامناً مع الأجواء الحارة
تعاني غالبية المخيمات في شمال غربي سوريا من عدم توفر المياه النظيفة ما يلقي بظلاله على مئات الآلاف من النازحين والمهجرين في المنطقة، فيما تعاني بعض المخيمات من انخفاض المخصصات التي تقدمها المنظمات الإنسانية نظراً لانخفاض التمويل الدولي من قبل المانحين الدوليين.
وازداد معدل استهلاك المياه في مخيمات النزوح نتيجةً للارتفاع في درجات الحرارة، في وقت حذرت هيئات إنسانية عاملة في المنطقة من ازدياد معاناة المهجرين والنازحين في تأمين المياه النظيفة في حال لم يتم تدارك الموضوع من قبل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية.
وتشير إحصائيات بعض المنظمات الإنسانية إلى وجود ما يزيد عن 600 مخيم بحاجة ملحة إلى تقديم خدمات المياه والاصحاح، لا سيما المخيمات التي تشهد أزمة “حادة” بتأمين المياه أو تلك التي انخفضت فيها الكميات المخصصة، وفقاً لما قاله وائل العبد الله (أحد العاملين في الشأن الإنساني) في إدلب لفرش.
ماهي أسباب افتقار بعض المخيمات للمياه؟
ترجع الأسباب وفقاً لما أوضحه “العبد الله” إلى انخفاض التمويل من قبل المنظمات الإنسانية الداعمة وانتهاء بعض المشاريع التي كانت تعمل عليها وعدم تجديدها، يضاف إلى ذلك وجود قرابة 1500 مخيماً يعيش بها حوالي المليون ونصف مدني في مناطق شمال غربي سوريا، إضافةً إلى ارتفاع معدلات الاستهلاك اليومي بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ودعا “العبد لله” خلال حديثه المنظمات الإنسانية والجهات المانحة إلى زيادة الدعم المخصص لتوفير خدمات المياه في مخيمات المناطق المحررة، والعمل على طرح مشاريع تنموية واستراتيجية تخص القطاع.
تأثير انعدام المياه على قاطني مخيمات شمال غربي سوريا
تسببت أزمة انعدام المياه في بعض المخيمات إلى تزايد الأعباء المادية على قاطنيها، في وقت يعيش غالبيتهم أوضاعاً معيشية قاسية نظراً للفقر والغلاء المعيشي وقلة فرص العمل.
ويعاني قاطنوا مخيم “مريم” القريب من مدينة “معرة مصرين” شمالي إدلب من شح كميات المياه المخصصة لهم عقب انتهاء أحد المشاريع التي كانت تمولها منظمة “شفق” الإنسانية، الأمر الذي فاقم معاناتهم لا سيما في ظل الأجواء الحارة التي تشهدها المحافظة، بحسب ما أوضحه، أحمد عبد الرحمن، مدير المخيم لفرش.
وقال “عبد الرحمن”، “إن معاناة الأهالي ازدادت بعد انتهاء المشروع السابق الخاص بمنظمة شفق”، مشيراً، أنه “حتى الآن لم تتبنى أي منظمة إنسانية المشروع القديم”، مؤكداً أنهم طلبوا من الأهالي تخفيف الاستهلاك حتى تبني المشروع من قبل المنظمات.
ودفعت أزمة المياه “الحادة” التي تشهدها المخيمات في شمال غربي سوريا، النازحين والمهجرين إلى شراء المياه على حسابهم الشخصي الأمر الذي يفوق قدرتهم المادية على الاستمرار في تأمينها في حال لم يتم تدارك المشكلة من قبل المنظمات الإنسانية.
وقال أحمد الأحمد (مهجر يعيش في مخيم مريم) لفرش، إنه يشتري صهريج المياه سعة 27 برميل بـ 150 ليرة تركية، وهو مبلغٌ كبير يفوق استطاعته نتيجة تردي الأوضاع المعيشية، مضيفاً، أن “المشكلة الأساسية تكمن في أن أصحاب الصهاريج لا يقبلون تعبئة الخزانات سعة 5 براميل فقط، بل يشترطون على المشتري دفع المبلغ كاملاً وإلا فأنهم لن يعبئوا له المياه”.
وناشد “الأحمد”، إدارة المخيم والمنظمات الإنسانية إلى الإسراع في إيجاد الحلول التي تخفف من وطأة المعاناة على قاطني المخيم.
من جانبه، أكد فريق منسقو استجابة سوريا في وقت سابق، أن قرابة الـ 590 مخيماً في مناطق شمال غربي سوريا، يعاني من انعدام كبير في كميات المياه النظيفة لا سيما مع الموجة الحارة التي تشهدها المنطقة منذ أسابيع، ما انعكس سلبياً على قاطنيها في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية نتيجةً للضعف الكبير في عمليات الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات.
وطالب الفريق، المنظمات الإنسانية إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تجاه النازحين والمهجرين في مخيمات النزوح التي يقطنها أكثر من مليون ونصف مدني في مواجهة درجات الحرارة، وذلك من خلال دعم المشاريع التي تسهل عليهم تأمين متطلباتهم من المياه.
فيما أكدت منظمة “اليونيسف” خلال تقرير لها عن الوضع في مخيمات الشمال السوري، أن النازحين يتعرضون مراراً لأخطار وتهديدات في الصحة العامة، نظراً لتراجع عمليات الاستجابة الإنسانية بسبب نقص التمويل.