حملة “كن مع الفقير ” لمساعدة الفقراء والمحتاجين تنتشر في الشمال السوري
بادر عدد كبير من أصحاب المحلات التجارية في مدن وبلدات الشمال السوري المحرر، إلى إطلاق مبادرة جديدة تحت عنوان “كن مع الفقير “، وذلك بهدف مساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال البدء بتخفيضات على أسعار معظم السلع والمشتريات المتداولة بين المدنيين، بهدف تمكين ذوي الطبقة الفقيرة من شراء ما يحتاجون إليه.
وانتشرت الحملة بشكل كبير في المدن والبلدات خلال الأيام الماضية، وكانت شرارة الانطلاق من مبادرة فردية لأحد أصحاب المحلات التجارية في مدينة سراقب، وبعدها انضمت بلدة “قلعة المضيق” شمالي حماة، حيث بادر عدد من أصحاب المحلات التجارية ومطاعم الوجبات السريعة إلى تخفيضات على قيمة المواد الاستهلاكية وغيرها، بالإضافة إلى تقديم مطاعم الوجبات السريعة لعروض خاصة على أسعار المأكولات.
الشيخ “فضل العكل ” يقول في حديث خاص لفرش اون لاين:” كن مع الفقير، هي مبادرة طيبة من قبل أهل الخير في الشمال السوري المحرر لمساعدة الفقراء والمحتاجين لتمكينهم من شراء ما يحتاجون إليه في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، ولا سيما توقف العديد من المنظمات عن تقديم المساعدات للفقراء والمهجرين قسريا، ونتمنى من الأطباء وكل من لم يلتحق بهذه الحملة للإسراع للالتحاق وتقديم المساعدة لأهله وجيرانه “.
ولم تقتصر الحملة على مطاعم الوجبات السريعة وبعض المحال التجارية، بل تعدتها لتشمل أصناف عديدة، ومنها محال الألبسة الجديدة والمستعملة ومحال الحلويات والمعجنات والعطورات والهدايا وصالات الأنترنت ، حيث بادر أصحابها إلى تقديم عروض مجانية للإنترنت لفترات محدودة، وشملت الحملة تخفيضات على أجور المنازل وأسعار الأدوات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية وغيرها الكثير.
وانخفضت الأسعار عن القيمة السابقة لها، وتباينت من متجر إلى أخر دون وجود نسبة محددة لقيمة تلك التخفيضات، حيث انخفضت قيمة الأسعار لبعض الأصناف 50% في بعض المتاجر، كأسعار عروض شبكات الأنترنت والوجبات السريعة كالفروج المشوي، وأما بالنسبة للملابس الجديدة والمستعملة(البالة)، فقد تباينت قيمة التخفيضات من متجر إلى أخر، وأما محال الخضار والفواكه فقد لجأ بعض أصحابها ممن شاركوا في الحملة إلى بيعها دون أي زيادة فوق سعرها الأصلي، كما وانخفض سعر الفروج الحي قرابة العشرين بالمئة عن سعره السابق، وبشكل عام يبقى صاحب المتجر هو المخول بتحديد قيمة الانخفاض كون أن الحملة لا ترعى من قبل جهات رسمية كالمجالس المحلية أو منظمات المجتمع المدني، وإنما هي مبادرة من قبل أهل الخير.
ويعد الشمال السوري من المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة بسبب استقباله لمئات الآلاف من المهجرين، الذي يعيش قسم كبير منهم في حالات صعبة نتيجة غلاء الأسعار وارتفاع أجارات المنازل وكل هذه الأسباب تجعل من المعيشة أمراً في غاية الصعوبة للكثير من العائلات، ولعله السبب الأبرز لمثل هذه المبادرات والحملات لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
ولاقت حملة “كن مع الفقير ” ترحيبا كبيرا من قبل المدنيين في الشمال السوري المحرر لما لها من أثار إيجابية تعود على الكثير منهم بالنفع والفائدة، خصوصا أن غالبية سكان المنطقة هم من الطبقة المتوسطة والفقيرة، وفي حين رآها الكثيرون مفيدة وتعود بالمصلحة على الأهالي، شكك قسم أخر من امكانية استمرار ونجاح مثل هذه الحملات والمبادرات.
يوما بعد يوم تنضم مدن وبلدات جديدة في الشمال السوري المحرر للمشاركة في هذه الحملة الإنسانية، والتي تهدف إلى تقديم المساعدة لمن يحتاجها في وقت يعتبر الأصعب للمدنيين في المنطقة، في ظل توقف العديد من المنظمات الإنسانية عن العمل.