هل تؤدي الأزمة الاقتصادية إلى سقوط نظام الأسد؟
“بات الوقوف والانتظار لساعات طويلة في طوابير للحصول على مادة المحروقات أمرا اعتياديا إن كنت ممن يقطن في مناطق سيطرة النظام السوري”، بهذه العبارة يمكن توصيف ما يحصل في مناطق النظام”.
وتعيش مناطق سيطرة النظام حالة من التدهور الاقتصادي بما يتعلق بقطاع الطاقة المتضرر الأكبر نتيجة عدم القدرة على تأمين مواد المحروقات العصب الرئيسي للحياة في سوريا.
وأدت الأزمة الحالية إلى انخفاض كميات المحروقات والغاز ما أدى إلى سخط في صفوف الموالين للنظام الذين اتهموا الدول الحليفة له بعدم مساعدته.
وعن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مناطق سيطرة النظام السوري علق الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ ناصر أبو المجد لفرش أونلاين قائلا:” إن النظام في أضعف حالاته منذ سنوات، فهو منهار ويعاني من العديد من المشاكل فالأزمات تتوالى في مناطقه من فقدان وشح مواد المحروقات ويجب ألا ننسى أزمة الغاز والتيار الكهربائي سابقا”.
ويعتمد نظام الأسد على حليفه الإيراني في تصدير النفط وتتراوح الكمية التي تصل من إيران إلى الأراضي السورية بين مليونين وثلاثة ملايين برميل بشكل شهري، ومنذ أكتوبر الماضي لم تصل أي شحنة من النفط الإيراني بسبب العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران.
وفي نوفمبر الماضي، فرضت الخزينة الأمريكية عقوبات على إحدى الشبكات العالمية التي يلجأ إليها النظام الإيراني لتصدير ملايين براميل النفط الخام إلى النظام السوري للتهرب من العقوبات المفروضة عليه، ما أدى إلى انخفاض كميات المحروقات في المدن السورية.
وبحسب ما كشفت وكالة “بلومبرغ” الألمانية في تقرير لها، فأن العقوبات الأمريكية على إيران كان لها أثر كبير على الاقتصاد السوري نتيجة التحالف الوثيق بين طهران ودمشق، وتعد إيران من الدول البارزة في مساندة النظام من خلال عشرات الاتفاقيات التي وقعتها معه وإقراضها إياه مليارات الدولارات.
وعن علاقة العقوبات المفروضة على طهران وتأثيرها على النظام السوري قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال لفرش أونلاين:” لا يخفى علينا أن هناك ترابط بين العقوبات المفروضة على النظام السوري وما تعيشها مناطق سيطرة قوات النظام، فإيران هي المنفذ الوحيد الذي يستطيع من خلاله النظام السوري الحصول على النفط، وبعد تشديد العقوبات من قبل واشنطن أصبح من شبه المستحيل على إيران أن ترسل بواخر النفط للنظام”.
وأضاف “الرحال”:” رأينا مؤخرا بأن مصر قامت باعتراض بواخر تنقل النفط الإيراني إلى سوريا عبر قناة السويس، في دليل يؤكد بأنه حتى حلفاء النظام السوري من الدول العربية باتت لا تستطيع الالتفاف على العقوبات الأمريكية”.
وعن دور روسيا وعدم مساعدتها للنظام السوري، اعتبر “الرحال” بأن روسيا لا يهمها هذا النظام فهي استولت على المناطق الحيوية في البلاد بعد توقعيها لاتفاقيات تسمح لها باستحلال تلك المناطق لعشرات السنين.
وأكد” الرحال”:” أن روسيا على خلاف مع إيران حول العديد من القضايا ويتجلى ذلك من خلال الصراع الحاصل بينهما في بعض المدن السورية، فروسيا قامت مؤخرا بالاستيلاء على مرفأ طرطوس وهو ما يعد ضربة قوية لطهران”.
وانعكست الأزمة الاقتصادية سلبيا على المواطن في مناطق سيطرة النظام، فالمواطنون يضطرون للاصطفاف في طوابير من عدة كيلو مترات حتى يحصلوا على كميات محددة من الوقود تصل بمجملها إلى عشرين لتر من مادة البنزين، وامتدت طوابير الانتظار لعدة أميال فيما اضطر بعض سائقي السيارات إلى دفع سياراتهم بالأيادي من جراء نفاد المخزون.
حكومة النظام السوري وكعادتها اتهمت الدول الغربية وبالأخص الويلات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف خلف الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، متهمتا مصر باعتراض سفن محملة بالوقود متجهة إلى سوريا في قناة السويس.
وتستهلك سوريا ما يقارب 100 ألف برميل من النفط في اليوم الواحد، لكنها لا تنتج سوى 24 ألف برميل، وهذا يعني أن البلاد لا تستطيع أن تؤمن سوى الربع من الاحتياجات، فإلى متى ستستمر هذه الأزمة وهل من الممكن أن تعجل من سقوط النظام السوري.
إعداد: حمزة العبد الله