ترك فراغاً كبيراً بعد رحيله…الشهيد أحمد علي التعتاع
ولد الشهيد أحمد علي التعتاع الملقب “بأحمد الزاكية” في مدينة كفرنبل في العام 1983 لأسرة متوسطة الدخل المادي، كان أحمد الابن البكر للحاج علي الزاكية، ويعيش في أسرة مكونة من أربعة أشقاء بالإضافة إلى شقيقة واحدة.
درس أحمد في مدارس مدينته ووصل في دراسته للصف العاشر الثانوي وبعدها ترك الدراسة والتفت للعمل من أجل مساعدة عائلته ولتوفير مبلغ من المال يساعده في الزواج وتأمين حياته في مراحلها الأولى.
عمل الشهيد العديد من الأعمال وخاصة تلك الحرة كما وسافر إلى لبنان كونها كانت مقصدا للكثير من الشباب في الوقت الذي كان فيه العمل في سوريا لا يؤمن مستلزمات الحياة فالأجور كانت متدنية قياسا بباقي الدول العربية.
وبعد أن عمل في لبنان عدد من السنوات عاد إلى مدينته كفرنبل وتزوج فيها وأسس عائلته الخاصة المؤلفة من طفل واحد بالإضافة إلى طفلتين، وكان الهم الوحيد للشهيد أحمد تأمين حياة رغيدة ومناسبة لأولاده.
وكغيره من الشباب السوري انضم الشهيد إلى الحراك السلمي وشارك أهل مدينته حراكهم الثوري مرددا معهم شعارات الحرية والكرامة والشعارات الرافضة للخنوع والذل.
وخلال الثورة السورية ونتيجة لتدهور الليرة السورية ونقص فرص العمل ما كان من الشهيد أحمد إلا العمل في الأعمال الحرة من أجل تأمين لقمة العيش لعائلته.
وتميز الشهيد بهدوئه وطيبة قلبه وحسن تعامله مع الأخرين، وفي تاريخ الخامس عشر من آذار من العام 2012 “أي بعد عام واحد من انطلاق الثورة السورية” استشهد مع أحد أصدقائه بعد أن قامت قوات النظام بمحاصرة إحدى الأراضي الزراعية القريبة من المدينة حيث قامت بإطلاق الرصاص عليهما ما أدى إلى استشهادهما معا.
ويقول محمود التعتاع شقيق الشهيد لفرش أونلاين:” إن الشهيد أحمد كان من أقرب أخوتي بالنسبة لي كوننا لا نكبر بعضنا إلا بقليل، فكنا دائما معا في السراء والضراء، ما أعرفه أنني لا أجد كلمات تعبر عن صفات وأخلاق أخي فلقد كان محبوبا بالنسبة لوالدي ولأعمامي ولأقاربنا بسبب أخلاقه الحميدة.
ويقول فرج الجربان صديق الشهيد لفرش أونلاين:” أحيانا تعجز الكلمات عن وصف بعض الأشخاص الذين فقدناهم خلال سنوات الثورة، وأحمد واحد من أولئك، كان صديقي المقرب وكنا نسهر معا في ليالي الشتاء مع أصدقائنا نتناول أطراف الحديث بما يخص الحياة ومشاكلها وأعمالنا”.
ويضيف “فرج”:” أحمد صاحب القلب الطيب، صاحب الأخلاق الحميدة، أحد الأشخاص الهادئين والمتفهمين ليس عصبيا بل له روح مرحة”.
أحمد كان أحد الأزهار التي قطفتها الحرب السورية في عمر مبكر واحد من مئات الآلاف الذين قتلوا نتيجة الحقد عليهم من قبل نظام لا يعرف الإنسانية ولا يكترث للمدنيين.
بقلم: حمزة العبدالله