مناشدات عاجلة لتركيا بفتح الحدود للحالات الطبية
فرضت أزمة وباء كورونا المستجد منذ ظهوره وانتشاره السريع نوعاً من العزلة على محافظة إدلب في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات التركية عن إغلاق حدودها مع دول الجوار وفي مقدمتها سوريا في خطة منها لمكافحة الوباء.
وأثر إغلاق الحدود بشكل سلبي على آلاف المرضى في المحافظة ممن تعتبر حالتهم حرجة وبحاجة ماسة وملحة لدخول الأراضي التركية لتلقي العلاج.
ويشهد القطاع الصحي في الشمال الغربي من سوريا حالة من العجز بعد الحملة العسكرية الأخيرة لنظام الأسد مدعوماً بطائرات العدوان الروسي، التي تسببت بخروج عددٍ كبير من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة نتيجة استهدافها المباشر والمتعمد من قبل الطرفين.
وخلال الأيام الأخيرة ازدادت وتيرة المناشدات والمطالب من قبل القائمين على القطاع الصحي ومن قبل الكوادر الطبية إلى جانب الفعاليات الإنسانية من أجل إفساح المجال من قبل السلطات التركية لاستقبال المزيد من الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى العناية والعلاج بشكل خاص، إذ فرض إغلاق الحدود تقليص عبور المرضى بعد أزمة كورونا المستجد عبر معبر باب الهوى الحدودي.
وفي مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء الفائت، طالبت الطبيبة إكرام حبوش مديرة مستشفى الأمومة في إدلب بإعادة فتح معبر باب الحدودي مع تركيا أمام الحالات الطبية وبالأخص الأطفال حديثي الولادة.
الطبيبة إكرام حبوش تقول لفرش أونلاين: “إن العديد من الحالات المرضية مهددة بالوفاة في حال عدم تمكنهم من العبور إلى داخل الأراضي التركية لتلقي العلاج، وخاصةً في الوقت الذي يشهد فيه القطاع الطبي في محافظة إدلب عجزاً كبيراً”.
وأضافت حبوش بأن المستشفيات في محافظة إدلب تفتقر إلى المنافس والمستلزمات الطبية الضرورية، ما ينذر بحسب قولها “بكارثة إنسانية كبيرة في حال ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد”.
وأكدت بأنه توجد العديد من الحالات المرضية من الأطفال بحاجة ملحة لدخول الأراضي التركية من أجل تلقي العلاج.
ومنذ أسابيع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحالات المرضية التي يناشد ذويها السلطات التركية بتسهيل عبور أبنائهم إلى المستشفيات التركية من أجل تلقي العناية والعلاج اللازمين.
وخلال الأيام الأخيرة ناشد ناشطون محليون السلطات التركية بتسهيل عبور الطفل “عبد الرزاق محمد ديب” المهدد بفقد بصره بعد تعرضه لحالة رعب خلال قصف جوي سابق بالقرب من منزله في مدينة سرمين شرقي إدلب.
وتراجعت أعداد الحالات المرضية الداخلة إلى الأراضي التركية عبر معبر باب الهوى بعد إغلاقه من 45 حالة مرضية بين باردة وساخنة إلى 3 حالات في اليوم الواحد، حسب إحصائية نشرها المكتب الإعلامي للمعبر.
ويرتكز دخول المرضى في الوقت الحالي على الأمراض الخطيرة جداً والحالات الساخنة، كـ “أزمة قلبية معقدة أو حروق من الدرجة الأولى أو الثانية، أو السقوط من مكان شاهق”، بالإضافة إلى الأطفال الخدّج أو ممن يعانون من زلة تنفسية.
ويحذر القائمين على القطاع الطبي في المحافظة من أزمة إنسانية كبيرة وغير مسبوقة في حال تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا المستجد خصوصاً مع ضعف الإمكانيات الكبير وقلة الكوادر الطبية المختصة.
وتسببت الحملة العسكرية الأخيرة بخروج أكثر من 50 منشأة طبية في منطقة شمال غرب سوريا بعد الاستهداف المباشر من قبل القوات الروسية وقوات نظام الأسد.
إعداد: حمزة العبدالله