منظمات إنسانية تطلق حملة “نفس” لتأمين أسطوانات الأوكسجين لدعم القطاع الصحي شمال غربي سوريا
تتزايد التحذيرات من قبل المنظمات الإنسانية والهيئات الطبية في شمال غربي سوريا، من وقوع كارثة إنسانية كبيرة تهدد المنطقة، نتيجة ارتفاع معدلات انتشار جائحة كورونا والانتشار المتسارع للمتحور “دلتا”.
ومن هذا المنطلق، أطلقت منظمة “بنفسج” وفريقي “ملهم” و “حرية” التطوعيان، وبالتعاون مع مديرية صحة إدلب، حملة “نفس” لتأمين أسطوانات الأوكسجين لمشافي ومراكز العزل المجتمعية.
وقال وسيم باكير، منسق البرامج الطبية بمنظمة “بنفسج” في حديث خاص لفرش أونلاين: “إن حملة نفس تهدف إلى تأمين المواد الأساسية المنقذة للحياة بشكل إسعافي في المناطق المحررة، نتيجة عجز القطاع الصحي عن استيعاب الأعداد الكبيرة لإصابات كورونا”.
وأضاف، أن المشافي ومراكز العزل المجتمعية المخصصة لعلاج مرضى كورونا، استنفذت كل طاقتها التشغيلية والاستيعابية، إذ تبلغ نسبة الإشغال 100%، في غرف العناية المركزة ضمن تلك المنشآت الطبية وهناك عجز عن استقبال الإصابات الجديدة بسبب عدم توفر الأسرّة وأجهزة التنفس الاصطناعية وامتلاء غرف العنايتين المشددة والمركزة بالمرضى.
وبلغت نسبة الإشغال الكلية لمشافي ومراكز عزل مرضى كوفيد 19، البالغ عددها 16 مركزاً و11 مشفىً 100 بالمئة خلال الأسبوعين الماضيين، بحسب ما أكده الدكتور حسام قره محمد مسؤول ملف كورونا في شمال غربي سوريا لفرش أونلاين.
ويأتي انطلاق حملة “نفس” في الوقت الذي يتزايد فيه انتشار جائحة كورونا، وعجز الجهات الطبية عن انتاج الأوكسجين بأكثر من 1000 أسطوانة بسعة 40 ليتر يومي للمرضى، وفق ما أشار إليه “باكير”.
وأضاف “باكير”، أن القائمين على الحملة يسعون لتأمين 1000 أسطوانة أوكسجين بشكل يومي، إضافة إلى المواد المنقذة للحياة وزيادة الأسرّة والمنافس في غرف العنايات.
ويتواجد في منطقة شمال غربي سوريا، 16 مركزاً للعزل المجتمعي بسعة 800 سرير، و11 مشفىً بسعة 355 سرير جناح و173سرير عناية مشددة و157 جهاز تنفس آلي، حسبما أكده الدكتور رامي كلزي، مدير البرامج في وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة لفرش أونلاين.
ونوه إلى أن نسبة الإشغال مرتفعة في تلك المنشآت الصحية، إذ بلغت 100 بالمئة خلال الأسبوعين الفائتين، في حين بلغت نسبة الإشغال في الأجنحة حوالي الـ 75 بالمئة.
وحذر “كلزي”، من اضطرار الجهات الطبية إلى تحويل المشافي العامة، إلى مشافي لحجر مرضى كورونا في حال استمرار ارتفاع وتيرة الإصابات بهذا الشكل المخيف، محذراً من فقدان السيطرة على كبح جماح الجائحة حينها، نظراً لازدياد المخالطة بين المرضى والأشخاص غير المصابين.
من جانبها، أكدت وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة، أن استمرار قلة التمويل من قبل المنظمات الإنسانية العالمية سيفاقم الأوضاع الصحية في شمال غربي سوريا، حيث انخفضت مراكز العزل من 30 مركزاً إلى 16 مركزاً، مما زاد من الأعباء على الكوادر الطبية فيها.
وقال أقرباء لمرضى كورونا في وقت سابق لفرش أونلاين: “إنهم قصدوا مشافي العزل لحجر ذويهم، إلا أنهم تفاجئوا بعدم توفر أي سرير شاغر في تلك المشافي، وهو ما اضطرهم إلى قصد المشافي العامة والتي لا تتوافر فيها مقومات مشافي العزل المجتمعية، وأحياناً عزلهم في البيوت، مما فاقم الوضع الصحي للكثيرين منهم نتيجة عدم توفر أجهزة التنفس الآلية والأدوية اللازمة للعلاج، الأمر الذي تسبب بحدوث عدة وفيات”.
وتشير إحصائيات الإصابات والوفيات المرتبطة بالفيروس الصادرة يومياً، عن مخبر الترصد الوبائي في المناطق المحررة، إلى استمرار تأثر المنطقة بالجائحة، إذ تتخطى حصيلة الإصابات اليومية، حاجز الـ 1000 إصابة، في ظل الاستهتار من قبل بعض شرائح المجتمع بإجراءات الوقاية العامة وعدم تلقي أي جرعة من لقاح كورونا.
بدوره، دعا منسق البرامج الطبية بمنظمة “بنفسج” خلال حديثه لفرش أونلاين، الجهات المانحة والداعمة إلى الاستجابة الفورية لتدارك تدهور النظام الصحي في شمال غربي سوريا، محذراً، أن عدم الاستجابة يعني وقوع كارثة صحية ستهدد ملايين المدنيين في المنطقة، الذين يرزحون تحت وطأة الفقر والمعاناة والنزوح.
يشار إلى أن أعداد الإصابات بفيروس كورونا بلغ 76,750 إصابة و1357 وفاة منذ بدء انتشار الجائحة منتصف العام الماضي.
وكان مخبر الترصد الوبائي، أعلن في وقت سابق من الأسبوع الحالي، عن إيقاف إجراء مسحات كوفيد نتيجة نفاذ كمية الكيتات المخصصة لإجراء المسحات pcr.
إعداد: حمزة العبد الله