باب الهوى الحدودي.. أملٌ للسوريين في الاتفاق ومقايضات دولية على فتحه
ينتظر السوريون القاطنون شمالي غرب سوريا بفارغ الصبر مفاوضاتٍ أخيرة لإنقاذ قرار دولي يسمح بتمديد آلية إدخال المساعدات من معبر باب الهوى بعد فيتو روسي استخدمته في جلسة مجلس الأمن مساء الجمعة السابع من يوليو المنصرم.
لم تتوانى روسيا عن استخدام ما يسمى بـ “حقها” في النقض بعد تهديدات باستخدامه في حال لم يتم تقديم تنازلات من الغرب والولايات المتحدة بملفات عدة متداخلة يتقدمها الحرب الروسية الأوكرانية، ناهيك عن اهتمام الرئيس الأميركي جو بايدن الزائد في موضوع المساعدات الإنسانية أولوية منذ تسلمه إدارة البلاد.
لمحة عن القرار الدولي
قرار دولي برقم 2285 صدر بمجلس الأمن في عام 2014 سمح بنقل مساعدات إلى السوريين عبر 4 بوابات حدودية؛ من الأردن والعراق وتركيا. إلا أن الاتفاق الذي جرى السنة الماضية سمح بإيصال المساعدات من معبر وحيد هو معبر باب الهوى على الحدود السورية – التركية، وهو معبر يغيث أكثر من مليوني سوري من مختلف المحافظات السورية قاطنين في مخيمات الشمال.
تنازلات أمريكية
من أولويات الرئيس الأمريكي جو بايدن كما أسلفنا هو التقليل من الاهتمام بملفات كثيرة وتركيز الأولوية الأمريكية على ملف المساعدات الإنسانية الداخلة من معبر باب الهوى وهو ما جرى بالفعل عبر لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجنيف في يونيو (حزيران) 2021، حيث عقدت مفاوضات بين مبعوثي الرئيسين؛ الأمريكي بريت ماكغورك والروسي ألكسندر لافرنتييف في جنيف، أسفرت عن تنازلات من إدارة بايدن إلى روسيا.
للحديث عن التنازلات لابد من التنويه أن رأي الصحافيين وتحليلاتهم يدخل في التقرير، وشملت تنازلات الولايات المتحدة موافقة على تمويل مشروعات التعافي المبكر في مجالات كثيرة منها الصحة والتعليم والصرف الصحي، ورفع نسبة المساعدات القادمة للشمال السوري عبر “كروس لاين”.
راديو فرش تتواصل مع محللين سياسيين لكلٍ منه رأيه الذي يمثله ولا تتبنى فرش أية أفكار، سامر خليوي محلل سياسي يقول: “لا تزال المساومات جارية للتوصل لحل يساعد على تمديد المساعدات، كما معلوم روسيا تساوم بشكل دائم تساوم على الأمور الإنسانية، منها ملف المساعدات، الأمر أيضا يعود للولايات المتحدة والغرب في حال كانوا جادين وغير عابهين بدور روسيا، يمكن الضغط عليها وإصدار قرار، واذا علمت روسيا أن الدول الغربية تستطيع ان توصل المساعدات من دون مجلس الأمن فإنها ستتوصل لحل يحفظ ماء وجهها، ويحقق لها بعض المطالب”، ويعتقد المحلل خليوي أن الدول ستتوصل لتفاهم حول ملف المساعدات لأن موعد تجديد القرار يترافق مع مناقشات ومداولات.
المحلل السياسي أيمن عبد النور تواصلت راديو فرش معه أيضا ويقول: “روسيا متشددة بموقفها بما يتعلق بشأن تجديد آلية المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر المنظمات من معبر باب الهوى الحدودي، الوضع حقيقة أن روسيا قدمت مسودة اقتراح لمدة ستة أشهر مع طلبات مترافقة، أولا أنه يمكن التمديد لستة أشهر بعد تقرير أمين عام الأمم المتحدة، ثانيا أن تدخل عدد من القطاعات الغير مسموحة الآن بالتعافي المبكر لتتمكن الشركات الروسية من تنفيذها وتحقيق الأرباح”.
ويضيف عبد النور: “بالإضافة للمطالب السابقة، لروسيا هدف آخر هو زيادة حصة دخول المساعدات من مناطق النظام للشمال، مجمل الأسباب تسببت استخدام روسيا للفيتو الذي اعترض الاقتراح الذي قدمته النروج وايرلندا، لتمديد الدخول لعام”.
ولدى سؤالنا للمحل عبد النور عن الحلول المطروحة يقول: “هناك اطروحات وسطية بين الفترتين وهي تسعة أشهر من أجل تجاوز شهر وفصل الشتاء من أجل التوصل لفترة الربيع لكيلا يقع الانقطاع في فترات البرد، ووقد يكون هناك جولة جديدة، هناك تشدد روسي ودولي ودون تحقيق الأهداف الروسية، لن تغيير روسيا موقفها”.
توقعات السلطة والشعب
محمد البيوش (40 عاماً) نازح من جنوبي ادلب لمخيمات الشمال يقول: “أنا لا أثق في روسيا لأنها استخدمت الفيتو مرات عديدة في الشأن السوري، وأتوقع أن لا تقبل بالحل الأوسط الذي اقترحه الدوبلوماسيون، وفي حال تم إغلاق المعبر سيكون أثره على عائلتي كارثياً، لأنني استلم بشكل شهري سلة غذائية WFB وخبز يومي يكفي عائلتي، ولدي تخوف من انقطاع المساعدة لأني الكازية التي كنت أعمل بها، قد توقفت بسبب قلة زيائنها”، بالمقابل يقول جار محمد البيوش الذي رفض الكشف عن اسمه: “أنا متأكد أن الدول ستتوصل لحل لأن مصالحها مجتمعة عند فتح المعبر لأنها مساعدات سياسية وليست إنسانية”.
مدير المكتب الإعلامي لمعبر باب الهوى مازن علوش في حديث حاص لفرش يقول: “من المتوقع أن يعقد مجلس الأمن جلسة جديدة، لتقديم مقترحات جديدة بشأن آلية ادخال المساعدات الإنسانية، خلال الساعات القادمة، ونحن بدورنا نحث مجلس الأمن للمضي قدما للتوصل لاتفاق فوري، في ظل المخاوف من نفاذ المساعدات المتوفرة وتوقف عدد من المشاريع في المناطق المحررة، ونذكر بتبعات توقف إدخال المساعدات، وحرمان أكثر من 2 مليون مواطن من المساعدات الغذائية وحرمان أكثر من مليونين ونصف نسمة من الحصول على مياه الشرب، وانقطاع دعم مادة الخبز في أكثر من 650 مخيم، وتقليص عدد المشافي والنقاط الطبية الفعالة في الوقت الحالي لأقل من النصف كمرحلة أولى وسيغلق وأكثر من 80% منها كمرحلة ثانية”.
يشار أن التسوية الممكنة الذي ينتظرها السوريون هو ما يجري الحديث عن تمديد لـ9 أشهر ثم 3 أشهر، أو التمديد لـ6 أشهر وجعل الـ6 اللاحقة أمراً إجرائيا.
إعداد: محمود الرسلان