الجيش الوطني يدخل المعركة.. فهل تنقلب الطاولة؟
بدأ الجيش الوطني منذ أيام بإرسال المئات من مقاتليه لرفد الجبهات المشتعلة في أرياف إدلب الجنوبية والشرقية وريفي حلب الجنوبي والغربي وذلك للتصدي للحملة العسكرية الشرسة التي تشنها ميليشيات نظام الأسد وحلفتيه روسيا وإيران بدعم جوي غير مسبوق.
الرائد يوسف حمود المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني يقول لفرش أونلاين: “إن قواتنا بدأت بتسيير عدة أرتال من كافة التشكيلات العسكرية إلى جبهات المعارك والاشتباكات في أرياف حلب الجنوبية والغربية وأرياف إدلب الجنوبية والشرقية وذلك بهدف رفد تلك الجبهات التي تشهد حملة عسكرية شرسة من قبل ميليشيات نظام الأسد وقوات الاحتلال الروسي والإيراني”.
ويضيف حمود بأن التشكيلات التي توجهت ستشارك في غرفتي عمليات عسكرية إلى جانب الجبهة الوطنية للتحرير في كل من جبهات حلب وإدلب، كما وستشارك في كافة العمليات العسكرية القادمة بهدف صد تقدم ميليشيات نظام الأسد.
وأكد حمود بأنه لا توجد استثناءات لدخول قوات الجيش الوطني لأرض المعركة، فالمعركة معركة كل المناطق المحررة وليس إدلب فقط.
ودخلت منذ عدة أيام عشرات التعزيزات العسكرية قادمةً من مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات، وذلك بعد نجاح المفاوضات بين هيئة تحرير الشام والجيش الوطني.
محمد بدران القائد العسكري للواء الثالث في فيلق المجد التابع للجيش الوطني يقول لفرش أونلاين: “إن قواتهم بدأت بالانتشار والتوزع على عدة محاور في منطقة العمليات العسكرية وذلك بعد وصول الدفعة الأولى من التعزيزات العسكرية القادمة من مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات”.
ويضيف بدران بأن دخولهم وانتشارهم في أرض المعركة جاء بعد التوافق مع هيئة تحرير الشام بعد عدة جولات من المفاوضات برعاية وسطاء وشرعيين.
وأكد بدران بأنهم سيبذلون كل ما بوسعهم لصد الحملة الشرسة التي تستهدف المناطق المحررة، فهم أبناء تلك المدن والبلدات وأدرى بطبيعتها وتضاريسها.
وتشهد المدن والبلدات الممتدة من جنوب وشرق إدلب إلى جنوب وغرب حلب معارك واشتباكات عنيفة بين ميليشيات نظام الأسد مدعومةً بالميليشيات الروسية والإيرانية وفصائل الثوار التي تخوض معارك عنيفة بغية صد تقدم تلك القوات التي تحاول السيطرة على الطريق الدولي M5.
وخلال الأيام الأخيرة تمكنت ميليشيات نظام الأسد من السيطرة على عدة قرى وبلدات ممتدة بين مدينتي معرة النعمان وسراقب وذلك بعد اتباع سياسة الأرض المحروقة.
وتسعى ميليشيات الأسد للوصول إلى مدينة سراقب جنوب شرق إدلب بغية السيطرة عليها لأهميتها الاستراتيجية الكبيرة كونها تعتبر عقدة الوصل بين الطريقين الدولين M5 و M4.
وتعتبر قضية فتح الطرق الدولية من إحدى أبرز مقررات مخرجات اتفاقية سوتشي المبرمة بين كل من روسيا وتركيا في أواخر شهر سبتمبر /أيلول من العام 2018، وتتهم موسكو نظيرتها أنقرة بعدم تطبيق بعض البنود الخاصة بالاتفاقية وبذلك تجد لنفسها مخرجاً لتبرير هجماتها العدوانية ضد المناطق السكنية في الشمال السوري.
وتسببت الحملة العسكرية الحالية بنزوح ما يزيد عن مائتي ألف مدني من مناطق جبل الزاوية وجبل الأربعين بالإضافة إلى مدن وبلدات سراقب وأريحا في موجة نزوح تعتبر الأكبر منذ شهور في ظل ظروف جوية قاسية وإنسانية صعبة.
إعداد حمزة العبدالله