دور المنظمات في التوعية والوقاية من فيروس كورونا
عقب انتشار جائحة كورونا في العالم وإعلان حالات مصابة في الشمالي السوري المحرر، وفي ظل غياب الرقابة والتنظيم وتضرر معظم المرافق الصحية والاجتماعية، ونزوح أكثر من ٤ ملايين مدني إلى المناطق الشمالية من محافظتي إدلب وحلب، عملت الكثير من المنظمات على تنظيم حملات وندوات توعية صحية ومجتمعية في المناطق المحررة وخاصة بعد تفشي فيروس كورونا للحد من انتشار الأوبئة مخاطر الحياة.
وتعتبر الإجراءات الوقائية هي الأهم والأكثر فعالية من ناحية مكافحة فيروس كورونا، حيث ليس هنالك أي دواء أو لقاح فعال مضاد للفيروس حتى الآن، ومن هذا المنطلق تعتبر حملات نشر الوعي بخصوص الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا والذي أصاب أكثر من 23 مليون انسان حول العالم، وتسبب بوفاة قرابة الــ 800 ألف شخص حول العالم.
لذا سارعت المنظمات بما فيها منظمة الـ SRD للعمل على رفع التوعية بما يخص الفيروس في المناطق المحررة، حيث يعتبر الخطر فيها للإصابة والوفاة أكبر من أي مكان آخر في العالم.
يقول الدكتور عقبة دغيم مدير البرامج الصحية لمنظمة SRD))، وممثل منظمة في مجموعة الـ ((Task Force، لمكافحة فيروس كورونا والتي تعمل تحت مظلة منظمة الصحة العالمية: “في ظل عدم وجود قوى فاعلة على الأرض، يمكننا القول أنه من الصعب جدا تطبيق سياسية العزل العام في المنزل لمدة شهر أو أقل في حال انتشار الفيروس، إضافة لكثير من الأسباب الأخرى مثل حاجة الناس الشديدة للعمل وتلبية احتياجات الأسر وصعوبة تطبيق الحجر بالمخيمات والمناطق المكتظة” مؤكداً على ضرورة رفع الوعي بما يخص الإجراءات الوقائية.
ويضيف الدغيم “يتم العمل على تجهيز قرابة 30 مركز عزل مجتمعي، بهدف احتواء الحالات المشتبهة والتي تظهر عليها أعراض الإصابة إضافة لحالات المخالطين والحالات الخفيفة والمتوسطة من الإصابات”.
وتنسق الـ SRD بحسب الدغيم مع المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض بخصوص الاستجابة لوباء كورونا، كما تحرص المنظمة على تدريب كافة العاملين من عمال صحة مجتمعية إلى مسعفين إلى كوادر طبية، من أجل تأهيلهم للاستجابة للحالة المصابة أو المخالطة.
وللحديث عن الجود التي تبذلها منظمة الـ SRD للتصدي للفيروس في حال انتشاره، يقول الدكتور:”تقود المنظمة مجموعتان ضمن غرفة الـ Task Force، مجموعة ضبط العدوى حيث دربت المنظمة عدد كبير جداً من الكوادر الطبية وقرابة الـ 500 مسعف، يعمل على نقل الحالات المشتبهة أو المخالطة أو المصابة، وتمحورت التدريبات على طرق الوقاية والحد من انتشار العدوى وتدريبات فرز المرضى وتدريب المنشآت التخصصية كمنشآت العزل واستقبال مرضى الكوفيد. ومجموعة الإحالة الخاصة بالكورونا، إذ تتألف هذه المجموعة من 57 سيارة مجهزة لنقل حالات كوفيد-19، إضافة لتخطيط سبع مداخل، خمسة منها مع تركيا ومدخلان بين محافظة إدلب ومدينة عفرين”.
كما تعمل المنظمة في مجالات التوعية ضمن مراكزها الطبية، وتزويد المراكز بمعدات وقاية شخصية ومعدات إزالة العدوى، ورسم الخطط للاستجابة لهذا الوباء ضمن خطة الاستجابة العامة.
ولاقت الحملات التوعوية للاستجابة الصحية لفيروس كورونا، ردة فعل إيجابية من قبل شرائح المدنيين بالشمال السوري المحرر، وأرجح الدغيم ذلك لوعي المدنيين الكبير في إيجابيتهم باتباع سبل الوقاية والحد من انتشار الوباء قدر الإمكان.
وفي ختام حديثه مع فرش أونلاين أوصى الدغيم بضرورة اتباع سبل الوقاية والحماية وقياس حرارة الجسم بشكل مستمر والتأكد من وضع الأقنعة (الكمامات)، وذلك حرصاً على الحد من انتشار الفيروس والتسبب بموجات قد يكون من الصعب السيطرة عليها في ظل الوضع الإنساني التي تعيشه المنطقة.
وسُجِلت أول إصابة بفيروس كورونا بالشمال السوري في تاريخ 9 تموز، لطبيب هذا ضمن كوادر مستشفى باب الهوى الحدودي، عائد من الأراضي التركية، بعد التأكد من الفحوصات التي أجرت له.
وقالت مديرية صحة إدلب إنه لم يتم تسجيل أية إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق المحررة يوم الأحد 23 من اَب، ليبقى إجمالي الإصابات 59 في إدلب وريف حلب، حيث سجلت حالة شفاء جديدة واحدة في مخيم باب السلام بريف حلب الشمالي ليرتفع إجمالي حلات الشفاء في المناطق المحررة إلى 49.
إعداد: عبدالرزاق جعار