انعدام المراكز الصحية في جبل الزاوية يهدد المدنيين بكارثة صحية
تتفاقم معاناة المدنيين (مرضى و مصابين) في قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، تحديداً منطقتي جبل الزاوية وجبل الأربعين، نتيجة عدم وجود مراكز صحية كافية لتلبية احتياجات تلك المناطق.
وتتزايد معاناة المدنيين نتيجة استمرار الهجمات العسكرية التي تستهدف مناطقهم، من قبل قوات نظام الأسد، حيث يضطرون إلى نقل جرحى تلك الهجمات إلى مدينة إدلب والمناطق القريبة من الحدود التركية، الأمر الذي ينعكس سلباً على حياة المصابين، وقد يؤدي أحياناً إلى الوفاة.
فريق منسقو استجابة سوريا ناشد المنظمات الإنسانية والطبية إلى ضرورة افتتاح وإعادة تفعيل عمل المراكز الصحية في منطقة جبل الزاوية، لأهميتها الكبيرة في إنقاذ حياة المدنيين.
يقول المهندس محمد حلاج مدير فريق منسقو الاستجابة في حديث خاص لفرش أونلاين: ” إن منطقة جبل الزاوية تفتقر إلى وجود المراكز الصحية، حيث يتواجد مركزين في المنطقة، بإمكانيات متواضعة لا تلبي احتياجات المدنيين، وخاصةً الجرحى نتيجة عمليات القصف المستمر على قرى وبلدات الجبل، إذ يضطر ذويهم إلى نقلهم إلى مدينة إدلب”.
وأضاف: “أن طفلة توفيت خلال الأيام الماضية، بعد نقلها إلى إحدى مستشفيات المحافظة جراء إصابتها بقصف لقوات نظام الأسد على إحدى بلدات الجبل”.
ويقتصر تواجد المراكز الصحية في جبلي “الزاوية” و”الأربعين” على مدينة أريحا التي يتواجد بها 6 مراكز واحدة منها مخصص لحجر الإصابات المرتبطة بفيروس كورونا، وبالرغم من تواجد تلك المراكز إلا أنها غير قادرة على إجراء العمليات الجراحية وإسعاف المصابين.
وعزى الطبيب رفعت الفرحات نائب مدير صحة إدلب، أسباب عدم وجود المراكز الصحية في منطقة جبل الزاوية إلى سوء الأوضاع الأمنية واستمرار الهجمات العسكرية من قبل قوات نظام الأسد وحليفته روسيا.
وقال في حديث خاص لفرش أونلاين: “إن المديرية تعمل جاهدة على تخديم النقاط الطبية الصغيرة في بعض البلدات بما تحتاج إليه لاستمرار عملها في تقديم خدماتها للمدنيين”.
وأضاف “الفرحات”، أن المنظمات الإنسانية عزفت على تفعيل واستحداث المراكز الصحية في المنطقة بسبب استمرار الهجمات على مدن وبلدات جنوبي إدلب.
وأشار إلى أن مديرية صحة إدلب على تواصل مستمر مع المنظمات الطبية والإنسانية الشريكة لإعادة تفعيل عمل المراكز الصحية، إلا أن العائق الذي يحول دون ذلك هو تردي الأوضاع الأمنية في المنطقة.
من جهته، قال الطبيب حسام قره محمد رئيس دائرة الصحة الأولية في صحة إدلب لفرش أونلاين: ” إن المديرية تعمل على تفعيل عدد من العيادات الطبية المتنقلة لتخديم المدنيين في منطقة جبل الزاوية، إضافة إلى تخديم المستشفى الوحيد في مدينة أريحا من ناحية الرعاية الصحية والوحدة الجراحية لحالات الطوارئ والإصابات الحربية”.
من جانبه، عزى “قره محمد” الأسباب إلى انخفاض المنح المالية المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية لمنطقة جنوبي طريق حلب-اللاذقية الدولي.
وبحسب التقرير الصادر عن “الخوذ البيضاء”، فقد بلغ عدد الشهداء المدنيين خلال الـ 6 أشهر الماضية، 120 شهيد و ما يزيد عن 300 جريح جلهم من الأطفال والنساء.
وبلغت حصيلة الهجمات على المنطقة حوالي 700 هجوم بمختلف أصناف الأسلحة، وشملت الهجمات القصف المدفعي والصاروخي والجوي بواسطة الطائرات الحربية الروسية، إضافة إلى استخدام أسلحة جديدة كالصواريخ والقذائف الموجهة من نوعية “كراسنوبول”، بحسب ما أشار إليه مدير المكتب الإعلامي في الدفاع المدني بمحافظة إدلب، في حديث سابق لفرش أونلاين.
وتزايدت خلال اليومين الماضيين، هجمات قوات نظام الأسد على منطقة خفض التصعيد، ما تسبب بارتقاء عدد من الشهداء في صفوف المدنيين.
وكانت هجمات قوات نظام الأسد على منطقة جبل الزاوية تسببت بخروج مركز “إبلين” الصحي عن الخدمة، في الثالث من يوليو الحالي، بعد استهدافه المباشر بواسطة قذائف ليزرية موجهة، ويعتبر المركز واحد من اثنين لا تزال تعمل في المنطقة رغم تدهور الأوضاع الأمنية.
ويعتبر القطاع الصحي في شمال غربي سوريا هشاً نتيجة الخسائر الكبيرة التي لحقت به خلال العقد الأخير من عمر الثورة السورية.
وفي تقرير سابق، أحصت منظمة الصحة العالمية 337 هجوماً على مرافق طبية في المنطقة بين عامي 2016 و 2019، وذكرت أن نصف المنشآت الطبية البالغ عددها 550 ما تزال على قيد الخدمة
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، بدورها، حذرت، العام الماضي، من أن الهجمات التي شنتها القوات السورية والروسية على بنى تحتية مدنية، في شمال غرب سوريا، قد ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”.
إعداد حمزة العبدالله