عادت إليّ الوحدة بعد فقدان ابنتي
اسمي “سارة” أبلع من العمرِ 33 عاماً، درست “قابلة قانونية” في معهد حلب.
بعد أن انهيت دراستي تزوجت من أحد أقربائي كان أستاذاً في مادة الرياضيات، كنت سعيدةً معه نظراً لمعاملته معي، وبعد زواجنا قررنا أن نسكنَ في منزل أهلي في الطابق السفلي حيث كان المنزل مكوناً من طابقين وأهلي يقيمون بإدلب فوافق زوجي بعد إصرارٍ مني.
بعد مدةٍ من الزمنِ لم أنجب فقررت أن أذهب إلى الطبيبة فكانت مدة العلاج طويلةً حتى طلبت الطبيبة تحليلاً لزوجي، ذهب لإجراء التحليل، وبعد يومين ظهرت نتيجةُ التحليل وكانت صدمةً كبيرةً عليَ وتفاجأت أن زوجي مصابٌ بسرطانٍ في جهازه التناسلي ولن نستطيع الإنجاب، فقررنا أن نذهب إلى حلبَ لإجراء عملية التلقيح الاصطناعي وتمت العمليةُ بنجاح وحلمت بطفلةٍ بعد كل عنائي.
قامت الثورة ضد نظام الأسد حيث كان زوجي يخرج في كلَ مظاهرةٍ وكانت ابنتي تخرج معه أيضاً، وبعد مرور عامين على الثورة قررتُ أن أسجلها في مسجدٍ قريبٍ من منزلنا كي تتعلمَ قراءة القرآن حيث كانت من المميزين.
وفي يوم لا أنساه أبداً هو ذلك اليوم المشؤوم الذي فقدت به ابنتي في قصف بطيران الغدر الروسي الذي قصف مدرسة البلدة فذهب زوجي بسرعة لإحضارها هي وبنات عمها وعندما أتى سألته هل وجدتها فقال نعم هي بالسيارة ولكن قد استشهدت في تلك اللحظة لم أستطع التحمل فأغمي عليَ فنقلوني إلى المشفى وبعد عدة ساعات استيقظت فوجدت الحياة حولي سوداء بسبب فقدان ابنتي.
ذهبت ابنتي وذهب معها الفرح ليخيم القهر في جميع أجزاء المنزل وتعود لي ولزوجي الوحدة.