بِجدِّها وتَعبِها كانَت عَونًا وسَندًا لأطفَالِها
وفاء المحمد (كفرنبل –إدلب)
رغم المآسي التي مرت بها إلا أنها قررت الصمود والصبر لتدافع عن نفسها وتربي أولادها بعد وفاة زوجها.
عاشت فاطمة مع وأولادها الخمسة في منزلها الصغير، بعد وفاة زوجها في بداية الثورة السورية، إثر حادث سير تعرض له وهو في طريقه إلى العمل.
شكلت وفاته صدمة كبيرة بالنسبة لها، فأولادها مازالوا صغارًا، وتأمين متطلباتهم أمرًا ليس بالسهل، خصوصًا وأن من حولها لا يهتمون لأمرها ولا يرأفون لحالها، في ظل الأحوال المعيشية الصعبة.
بعد مرور سنة ونصف من المعاناة وسوء الأوضاع والحملات الشرسة من الطيران الذي لا يفارق أجواء بلدتها، قررت فاطمة الذهاب إلى المخيمات التركية هربًا من القصف، وحتى لا تكون عبئًا على أحدٍ من الأقرباء.
نزحت فاطمة مع أولادها إلى المخيمات، تعرفت هناك على الكثير من الناس الطيبين وعملت مع إحدى النساء في صناعة الورود الاصطناعية، كان عملًا جميلًا وغير متعب، لكن المعيشة لم تكن سهلة.
تتالت الأيام ومضى قرابة ثلاث سنواتٍ على مغادرتها البلدة، كَبُرَ الأولاد وطلبوا إليها العودة إلى أرض الوطن فقد اشتاقوا إلى البلدة والأقارب كثيرًا.
تمكنت فاطمة من جمع مبلغ من المال، وقررت العودة إلى بلدتها نزولًا عند رغبة أولادها، غير أنها كانت تحن للوطن الذي نشأت وترعرعت فيه، فألم الغربة لا يشعر به إلا من عاشها.
وبعد عودتها إلى بلدتها افتتحت فاطمة محلًا صغيرًا لبيع الملابس وبعض المواد الغذائية، وذلك بالمال الذي استطاعت توفيره في غربتها.
تمكنت فاطمة بجدها وتعبها أن تكون سندًا لأولادها، وأصبحت مساهمة في المجتمع ولم تعد بحاجة مساعدة أي أحد، ولم تعد عبئاً على أحد.