لم تثنيها آلامها عن متابعة حياتها
آية عبد السلام (كفرنبل-ادلب)
سمر في العقد الثاني من العمر متزوجة ولديها طفلتين، اعتقل زوجها أثناء ذهابه إلى مناطق سيطرة قوات الأسد، حيث تم اعتقاله على أحد الحواجز واقتياده إلى السجن دون أي تهمة، لتجد نفسها وحيدة مع طفلتيها وبدون أي معيل لها يصرف عليهم ويؤمن لهم ما يحتاجونه.
قررت سمر البحث عن عمل، لتعيل نفسها وطفلتيها، لكن أهل زوجها لم يكونوا راضين عن ذلك، أخبروها بأنهم هم من سيقدم لها المساعدة، لكنها أصرت على رأيها وبدأت تبحث عن عمل.
كانت سمر حاصلة على شهادة البكالوريا ولكنها لم تكمل دراستها في الجامعة، فأخبرتها إحدى صديقاتها أن باستطاعتها التسجيل في روضة أطفال في البلدة، ذهبت سمر وأخبرت مدير الروضة بوضعها، فقال لها أنه سيسجل اسمها ريثما يتوفر الشاغر.
كانت بأمس الحاجة للمال، فقررت أن تعمل بتصفيف شعر السيدات، فقد تعلمت تلك المهنة قبل زواجها، كان عملها قليل فهي غير معروفة في بلدتها كثيرًا، فهي مهنة تحتاج للشهرة، وما تجنيه لا يكفيها لها ولطفلتيها.
قام أهل زوجها بتقديم مصروف بسيط لها فتحسنت أمورها قليلاً، ولكن ذلك لم يدم طويلاُ، فبعد مرور ثلاثة أشهر لم يعد أهل زوجها يقدمون لها المال.
وبعد معاناة سمر مع واقعها فترة من الزمن وصلها خبر قبولها في العمل بالروضة، فرحت كثيرًا، فقد أصبح لديها عمل آخر تستفيد منه، وتأمن لطفلتيها ما يحتاجونه ويتعلمن مع الأولاد في تلك الروضة، لن تحتاج لمساعدة أحد بعد الآن.
على الرغم من كل المصاعب التي واجهتها لم تستسلم سمر وبقيت مصرة على أنها قادرة على تربية أولادها وتأمين كل ما يحتاجونه.