الشهيد محمود النجار.. رغم نعومة أظفاره لم يسلم من غدر نظام الأسد
الشهيد محمود عبد القادر النجار ولد في مدينة معرة النعمان عام 1\1\1999، درس في مدارس المدينة حتى الصف السادس من المرحلة الابتدائية، عاش في عائلة فقيرة، ترك المدرسة بسبب اندلاع الثورة السورية، وخوفاً من قصف طائرات نظام الأسد الذي كانت تتعرض له مدينة معرة النعمان، وجراء كثرة القصف الذي كانت تتعرض له مدينته نزح مع عائلته للقرى المجاورة، وبدأ يلتحق بركب الثورة ومظاهراتها على الرغم من صغر سنه أينما ذهب، كان يحلم بأن يصبح مهندسا لكي يساهم في إعادة إعمار بلده التي هدمتها الحرب ونظام الأسد.
وبعد عودته إلى مدينته ومسقط رأسه وفي إحدى الأيام، خرج محمود لشراء بعض الاحتياجات للمنزل من خضار وخبز، وأثناء ذلك استهدفت إحدى طائرات نظام الأسد السوق الرئيسي للمدينة بالصواريخ المتفجرة، ما أدى لاستشهاده بتاريخ 15\7\2014 هو والعشرات من أبناء مدينته، وكان هذا اليوم من أحلك أيام هذه المدينة، ليرتقي بعدها محمود شهيدا جميلاً ويلتحق بركب قوافل شهداء الثورة السورية.
والد الشهيد عبد القادر نجار يقول في حديث خاص لفرش أون لاين : ” كانت لي أمنية وكنت دائما أفكر وأحلم بها، وهي أن أرى زفاف ولدي الصغير عندما يصبح شاباً، وللأسف تلك الأمنية لم تتحقق، كان محمود منذ طفولته يقول لي بأنه يريد أن يصبح مهندساً من أجل إعمار بلدنا، لكن نظام الأسد سلب ذلك الحلم من ولدي مرتين، الأولى عندما بدأت الأحداث ونزوحنا من منطقة إلى منطقة أخرى هرباً من جحيم قصف قوات النظام، وبعدها لم نتمكن من إرسال محمود إلى المدرسة خوفا من استهدافها من قبل طائرات نظام الأسد، والأخرى بعد استشهاد ولدي بغارة جوية استهدفت مدينتا، كان محمود رحمه الله محبوباً من قبل الجميع، كان دائما مبتسماً والضحكة لا تفارق وجهه “.
محمد النجار قريب وصديق الشهيد محمود يقول في حديث خاص لفرش أونلاين: “كنا نمضي أغلب الوقت معاً، في المدرسة وبعدها، في الحي أيضاً، لم نتفارق في أي يوم منذ طفولتنا، شاركنا في المظاهرات سويةً، وكانت أخر مرة أرى فيها محمود قبل ذهابي مع عائلتي إلى تركيا، وكانت لحظات الوداع عصيبة لكلينا، وعندما استشهد كنت في تركيا، وكان ذلك اليوم من أصعب الأيام التي عشتها، لقد خسرت شخصاً من أقرب الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي”.
ويتابع محمد النجار لفرش أونلاين: “كان محمود طيب القلب، حسن الخلق، محبوباً من قبل الجميع، ملتزم دينياً، يصلي كل الصلوات في المسجد، كان خبر استشهاده كالصاعقة بالنسبة لي، عندما أتذكر محمد أتذكر طيبة قلبه وابتسامته التي كانت تملأ وجهه الطفولي”.
ورغم كثرة القصف الذي كانت تتعرض له مدينة محمود، لم تثنه صواريخ الأسد عن المشاركة في هذه الثورة المباركة، وعن المضي قدما في هذا الطريق، فقد خرج يصدح بحنجرته بصوت الحق أمام هذا النظام الفاجر وأمام آلة الموت التي تتكرر كل يوم، فليكن محمود قدوة لنا للمضي قدماً في هذا الدرب.
أحمد الحسن (كفرنبل – إدلب)