الشهيدُ عبد الكريم اليحيى فارسُ الحق والشهادة
ولد الشهيد عبد الكريم اليحيى في بلدة حزارين بريف إدلب الجنوبي في 1/1/1975، حيث عاش معظم حياته فيها، وللشهيد عائلة مؤلفة من أربعة أبناء.
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة حزارين الابتدائية وتابع دراسة المرحلة الأساسية في إعدادية حزارين وأكمل دراسة المرحلة الثانوية في ثانوية ذي قار للبنين في مدينة كفرنبل نظراً لعدم وجود مدرسة ثانوية في ذلك الوقت في البلدة حيث كان يقطع مسافة من بلدته إلى مدينة كفرنبل لتلقي العلم بشكل يومي.
بعد انتهائه من دراسة المرحلة الثانوية التحق الشهيد عبد الكريم بقوات الأسد ودخل قسم الكلية الحربية الجوية وعمل فيها بصفة ضابط ملاح برتبة مقدم في مطار دير الزور العسكري، حيث قضى فترة زمنية طويلة في الخدمة العسكرية حتى اندلاع الثورة السورية في العام 2011 والتي انطلقت شرارتها من محافظة درعا جنوبي البلاد.
انشق المقدم عبد الكريم عن قوات الأسد في 1/7/2012 بعد انطلاق الثورة السورية بما يقارب العام والنصف تقريباً، نظراً لما شاهده من استخدام العنف ضد المتظاهرين، حيث انضم الشهيد المقدم إلى صفوف الجيش الحر وكانت البداية له في محافظة دير الزور حيث استلم غرفة العمليات العسكرية الخاصة بمطار دير الزور العسكري، كما وسعى” اليحيى “إلى توحيد الفصائل العسكرية العاملة في محافظة دير الزور تحت راية واحدة من أجل الوقوف صفاً واحداً ضد نظام الأسد إلا أن تلك المساعي لم تكلل بالنجاح.
وبعدها عاد” اليحيى “إلى محافظة إدلب مسقط رأسه بعد أن عمل فترة من الزمن مع الجيش الحر في محافظة دير الزور وخاض العديد من المعارك هناك.
التحق المقدم” اليحيى” بصفوف لواء فرسان الحق التابع للجيش الحر في محافظة إدلب وساهم في الاندماج الذي حصل بين اللواء والفرقة 101 بهدف تشكيل الفرقة الشمالية كما وشغل منصب رئيس أركان الفرقة حتى استشهاده.
خاض “اليحيى “العديد من المعارك ضد قوات النظام والذي كان من المخططين والمنفذين لها ولم يتقاعس يوماً واحداً بأن يكون من أوائل المقتحمين مع عناصره، ومن المعارك التي كان المخطط لها والمنفذ حيث قاد معركة معامل الدفاع الجوي في حلب بالإضافة إلى معركة معر كبة في ريف حماة الشمالي وكبد النظام خسائر فادحة في العديد والعتاد وأشرف على معارك طيبة الإمام وبسيدا ومعر حطاط وكفرباسين، كما وخاض العديد من المعارك في دير الزور ومنها معركة الجفرة وجبل الثردة والمساكن العسكرية.
وأثناء تصدي” الفرقة الشمالية “لمحاولة تقدم للمليشيات الكردية على محور طريق الكاستيلو ذو الأهمية العسكرية والموقع الاستراتيجي، حيث كان المقدم في طليعة المشاركين في صد الهجوم حيث تم إيقاف المليشيات ودحرهم وتحرير العديد من المناطق في حي الشيخ مقصود ليستشهد بقذيفة هاون في الخامس من نيسان لعام 2016 ليواري الثرى في مسقط رأسه بمشاركة غفيرة من قبل الأهالي وزملائه.
السيد “عبد الرحمن اليحيى” شقيق الشهيد يقول في حديث خاص لفرش أونلاين: “عندما نصف الشهيد تقف كل الكلمات ولغات العالم عاجزة عن وصفه فله مكانة رفيعة دون باقي البشر، كان الشهيد مثالاً للابن الصالح والأخ والأب المثالي لأولاده، كان همه في هذه الحياة أن يبني أسرة سعيدة وأن يكون صاحب سيرة جيدة أمام من يعرفه، في الثورة كان كل ما يريده هو الدفاع عن المظلومين والضعفاء وكان طيلة وقته في الصفوف الأولية من الجبهات وكان مع عناصره دوماً يرفع من معنوياتهم ويزيدهم إصرار وعزيمة”.
النقيب “دمر أبو البر” صديق الشهيد يقول في حديث خاص لفرش أونلاين:” أعرف الشهيد المقدم منذ فترة طويلة، من أكثر الأشخاص الذين عرفتهم أدباً واحتراماً وتواضع، كان شهماً وخلوقاً، شاركته العديد من المعارك ولم ألاحظ تكبره على أحد، كان دوماً يدعو الثوار إلى التحلي بالصبر والحكمة”.
أختار المقدم اليحيى طريق النضال والكفاح ضد نظام الأسد والذي استخدم القوة ضد شعبه، فكان من خيرة القادة الذين ناضلوا من أجل الحرية والكرامة، حيث روى بدمائه الطاهرة أرض حلب.