حمزة المحروق دماءٌ روت تراب جبل الزاوية الأشم
ولد الشهيد حمزة نزار المحروق في مدينة كفرنبل في 23/8/1997، وسط عائلة احتضنته منذ طفولته، عاش ضمن عائلة تتألف من أخوين بالإضافة إلى والديه.
عاش طفولته في مدينة حماة نظراً لطبيعة عمل والده، حيث درس المرحلتين الابتدائية والأساسية في مدارس حماة، وبعدها عاد إلى مسقط رأسه مدينة كفرنبل ليتابع حياته وتحصيله العلمي.
أكمل دراسة المرحلة الثانوية في مدينة كفرنبل، لكنه لم يتمكن من مواصلة دراسته بسبب الأوضاع الأمنية السيئة في تلك الأوقات حيث انطلقت شرارة الثورة السورية ووصلت إلى مدينته التي انتفضت ضد نظام الأسد.
اضطر حمزة للعمل مبكراً بسبب وفاة والده في سن مبكرة حيث كان المعيل لعائلته منذ صغر سنه من أجل تأمين لقمة العيش التي تحتاج إلى النضال والكفاح والتعب.
ومع مرور الأيام وتوسع رقعة المظاهرات وشمولها كافة محافظات البلاد وانتقال ثوراها المدنيين إلى حمل السلاح للدفاع عن أرضهم وعرضهم نتيجة بطش قوات الأسد وآلته العسكرية.
انتسب حمزة إلى إحدى التشكيلات العسكرية في مدينته وخضع للعديد من الدورات القتالية حتى أتقن استخدام الأسلحة الحربية وأصبح قادراٌ على النضال والكفاح ضد بطش آلة الأسد العسكرية وحلفائه من الميليشيات الإيرانية المختلفة.
خاض مع رفاق سلاحه العديد من المعارك ضد ميليشيات الأسد
ومنها في جبل الأربعين بريف إدلب ومعركة تحرير مركز محافظة إدلب ومعركة تحرير مدينة أريحا ومعارك حي الخالدية بحلب بالإضافة إلى عدة معارك في ريفي حماة الشمالي والغربي.
يعرف عن الشهيد حسن خلقه وطيبة قلبه وحسن معاملته مع الناس، حيث كان يحترم من يكبر سناً ويعطف على من يصغره، كما وكان محباً لعمل الخير ومساعدة المحتاجين.
خاض خلال الثورة السورية العديد من معارك العز والكرامة إلا أن وافته المنية في معركة صد تقدم ميليشيات الأسد بالقرب من مدينته كفرنبل، حيث رفض الانسحاب وأصر على البقاء في جنوبي إدلب للمشاركة مع رفاق سلاحه بصد أقوى وأعتى حملة عسكرية لتلك الميليشيات مدعومةً بطائرات الاحتلال الروسي وتمهيد مدفعي وصاروخي غير مسبوقين.
كان تاريخ السادس والعشرون من شهر شباط/فبراير تاريخاً مفصلياً لدى عائلته التي فقدته أثناء قتاله ضد ميليشيات الأسد وإيران، ليرتقي شهيداً جميلاً وتتعطر الأرض برائحة دمائه الطاهرة، ويكتب التاريخ بأنه فضل الموت على الانسحاب.
من يعرفه يقول الكثير والكثير عنه، فحسن معاملته كانت سبب لجعله شخصاً محبوباٌ من قبل أصدقائه وأقاربه، وخلال فترة نزوح الأهالي من مدينة كفرنبل كان يعمل على مساعدتهم من خلال المساعدة في تحميل أثاث المنزل ومد يد العون لمن يحتاجها.
محمد المحروق صديق الشهيد يرثي حمزة قائلا هذه الأبيات الشعرية “أخي حمزة كيف حالك بين القبور . أتعلم بإن خبر وفاتك مازال في زهني لم أتصور بشاعة هذا الخبر لم أتصور بكاء أعيننا
لأجلك أبو نزار لم أتصور رحيلك لطريق ذهاب بلا رجوع
طريق بلا عودة لا أبكيك اعتراضا بل أفتقدك حقا
ولكن لاحول لي ولا قوة إلا بالله
أخي حمزة الغالي ذات يوم أغلق عيناه ورحل
وأنتهى كل شيء
أي كلمات ترثيك يا مُقلة العين وحبيب القلب .. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
حوران المحروق أخ الشهيد يقول لفرش أونلاين: “أن تفقد أخاك وأن تقنع نفسك بعد فترةٍ على تقبل الأمر شيء صعبٌ جداً، فحمزة كان بمثابة كل شيء لي في هذه الحياة بعد فقدان والدنا حيث كنا دوماً في السراء والضراء ونتكاتف للعمل من أجل مساعدة والدتي، لقد رحل حمزة لكن تفاصيله ستبقى تلاحقني في مكان وفي كل زمان”.
في الساعات الأخيرة من حياته يقول رفاق سلاحه بأنه رفض الخروج من مدينته حتى تأمين كافة المقاتلين المتواجدين ضمنها ليرتقي بعد ساعات بقصف غادر من قبل طائرة تابعة للاحتلال الروسي ويروي بدمائه تراب جبل الزاوية الأشم.
بقلم حمزة العبدالله