الشهيد مؤمن محمد الجعار… عندما تتوجُ الصفاتُ الحميدة بشهادةٍ كريمة
مؤمن محمد الجعار شابٌ أعزب من مواليد مدينة كفرنبل 1\1\1997، درس مؤمن الابتدائية في مدرسة فضل الخطيب، ومن بعدها درس الإعدادية في مدرسة هيثم العلوش، ثم انتقل بعدها لإكمال دراسته في ثانوية الحاسوب في مدينة كفرنبل، فدرس الأول والثاني الثانوي ومن بعدها توقف عن دراسته، بسبب انطلاقِ الثورة ضد نظام الأسد في سوريا.
شارك مؤمن وكغيره من شبان بلدته في الحراك السلمي المطالب بالحرية والكرامة، وكان دائما ما ينتظر قدوم يوم الجمعة ليشارك في المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والكرامة.
وعند تجاهل نظام الأسد لمطالب المتظاهرين وتحول الحراك السلمي إلى عسكري، كان الشاب مؤمن من أوائل الشبان المنضويين تحت راية الجيش الحر، بهدف الدفاع عن الأهل الدين، فقد عمل مؤمن في لواء الفرقان التابع للجيش الحر، ومن ثم انتقل للعمل في لواء فرسان الحق، وخاض العديد من المعارك ضد نظام الأسد والميلشيات الموالية له على جبهات حماة وحلب واللاذقية.
أصيب مؤمن في إحدى المعارك في يده، إلا ان تلك الإصابة لم تمنعه من إكمال المشوار على الطريق الذي رسمه في الدفاع عن ارضه ودينه وعرضه لنيل أحد أهدافه التي كان يصبو إليها وهي نصر أو شهادة.
وفي تاريخ 24\6\2016 في شهر رمضان المبارك وأثناء رباطه على أحد النقاط في حي الخالدية في حلب، كان لمؤمن ما يريد وينشد، حيث استهدفت طائرة لنظام الأسد النقطة الثانية للجيش الحر والتي كان مؤمن في مقدمتها، ما أدى لاستشهاده هو وعدد آخر من زملائه، بالإضافة لإصابة آخرين بجروح.
“مثنى الجعار” شقيق الشهيد لفرش اونلاين: “كان مندفعاً دائماً للمشاركة في المظاهرات السلمية، وعندما بدأت الفصائل العسكرية بالتشكل، انتسب إلى العديد منها وشارك في النضال ضد النظام وأعوانه، لقد كان شجاعاً لا يخاف من الموت”.
“أياد الجعار” صديق الشهيد: “مؤمن من أكثر الناس الغالين على قلبي، أعرفه منذ الطفولة، فقد عشنا طفولتنا سوياً، ودرسنا معاً، لم أصدق عندما سمعتُ خبر استشهاده على مواقع التواصل الاجتماعي”.
مؤمن الجعار كوكب ساطع من مجرة شهداء مجازر الأسد، عاش بأخلاقه الحميدة وصفاته النبيلة وتُوِّج تلك الصفات بشهادة كريمة، لتسمو روحه مع غيرها من الأرواح التي بذلها أصحابها، ولتكون جسراً يعبر إليه من خلفهم الى عالم يؤديهم حقوقهم ويردُّ لهم كرامةً كانت قد سلبت منهم لعقودٍ مضت.