محمد الموسى.. شهيدٌ قدم روحه للدفاع عن قلعة الثورة الأخيرة
ولد الشهيد محمد عبد الكريم الموسى الملقب حمدو في الأول من كانون الثاني من العام 2000في مدينة كفرنبل جنوبي ادلب، لعائلة مؤلفة من ستة افراد (ثلاثة شباب وثلاث بنات).
وفي عمر الثامنة التحق بالمدرسة القريبة من مكان سكنه وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة الشهيد فضل الخطيب ومن ثم أكمل الاعدادية في مدرسة الشهيد “هيثم البيوش”.
لم يستطيع اكمال دراسته بسبب الأوضاع الأمنية السيئة التي سادت البلاد بعد انطلاق ثورة الحرية، وشارك مع أبناء مدينته في الحراك الثوري السلمي، وكأي شباب ونتيجةً لاستخدام العنف ضد المتظاهرين ودخول جيش الأسد للمدن والبلدات اضطر لحمل السلاح لمقاومة تلك الميليشيات.
عاش محمد في كنف عائلته متوسطة الدخل المادي والمعيشي، وهو ما اضطره للعمل من أجل مساعدة والديه في تأمين احتياجات المنزل.
لم تكن حياته سهلة بل كانت صعبةً للغاية نتيجة تراكم الهموم عليه، وهو ما جعله يكدح ويتعب من أجل بناء مستقبل أفضل له، إلا أن الموت اختطفه في ربيع عمره.
شارك في العديد من المعارك وذلك بعد خضوعه لعشرات المعسكرات القتالية التابعة للجيش السوري الحر التي اكسبته مهارات وفنون القتال، وكانت معركته الأخيرة في ريف إدلب الجنوبي وهو يقاوم ويصد الحملة العسكرية لقوات الأسد وميليشياته.
استشهد في مساء الثلاثين من آب /أغسطس من العام الفائت وهو يدافع عن بلدة “تحتايا” مع فصائل الثورة السورية في ريف إدلب الجنوبي.
عبد الكريم الموسى والد الشهيد يقول لفرش أونلاين: “كان خبر استشهاده من أقسى وأصعب الأخبار التي سمعتها في حياتي، لقد ودعت فلذة كبدي للأبد، ودعته والدمع يملئ عيناي وقلبي ينفطر عليه”.
ويضيف والده “في تلك اللحظة توقف الزمن وتوقفت معه الحياة، لقد كانت لحظات قاسية عشتها وما تزال تطوف في ذاكرتي، وأنا أودع ولدي مقلة عيني”.
وبحسب أصدقائه ” فإن محمد يتميز بشجاعته ونبالته وحسن خلقه وكرمه وحبه للأعمال الخيرية والإنسانية”.
يوم رحيل محمد كانت أصوات الانفجارات تسمع في كافة المناطق المحررة من إدلب، أصوات لم تمنعه ومن معه من مقاتلين من مواصلة القتال والكفاح ضد ميليشيات الأسد التي تكبدت خسائر كبيرة في تلك الأثناء.
بقلم حمزة العبدالله