“شهر أيلول الأسود” يخطف “جميل العكل” من أحلام أبنائه
“جميل العكل” من تولُّد مدينة كفرنبل في السابع من شباط لعام 1974، متزوج ولديه 5 أولاد ثلاثة ذكور وفتاتين، درس في مدارس مدينة كفرنبل وبعد المرحلة الثانوية دخل إلى معهد التمريض في جامعة تشرين وبعد تخرجه من المعهد انتقل للعيش مع عائلته في مدينة حلب، وهناك بدأ العمل في مشفى “حلب العسكري”.
مع بداية الثورة انشق عن عمله وعاد إلى مدينته، وشارك في انطلاق المظاهرات الَّتي كانت تخرج ضدَّ نظام الأسد، ثم عمل في اسعاف جرحى المظاهرات والمعارك، بعدها بدأ العمل في مشافي المناطق المحررة.
استشهد جميل في شهر أيلول (2015) بمدينته كفرنبل بعد استهداف منزله بغارة جوِّيَّة من طيران الأسد الحربي أدَّت إلى استشهاده على الفور وجرح اثنين من أولاده.
والد الشهيد لفرش أونلاين: “كان يعمل في مشافي مدينة حلب، وكان يعيش مع عائلته هناك، ومع بداية ثورة الحرية والكرامة انشقَّ عن عمله في مشافي النِّظام وعاد إلى مدينة كفرنبل، شارك في الحراك السلمي والمظاهرات التي كانت تخرج في المدينة ضدّ نظام الأسد، عمل على إسعاف الجرحى نتيجة القصف الذي كانت تتعرض له المناطق المحررة، إلى أن استشهد في شهر أيلول (2015) ومنذ ذلك الوقت وأنا أطلق عليه اسم (شهر أيلول الأسود)”.
أم الشهيد لفرش أونلاين: “كان الوديع في طفولته، الطائع في شبابه، كما كان صاحب أخلاق حميدة، معروفاً من قبل الجميع ويحب مساعدة الآخرين بكل ما يستطيع، وكان هادئ الطِّباع، شديد الملاحظة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.
لم تكن تلك الليلة التي استهدفت منزل جميل في مدينة كفرنبل كغيرها من الليالي الصيفية من ذاك العام، فقد سلبت روحاً تركت وراءها خمسة أولاد وأبٍ وأمٍ صابرين محتسبين لقضاء الله وقدره، إلَّا أنَّ ذاك الأمر جعل في القلب فراغ يكاد لا يمتلئ وذكريات استحال أن تمحى من الذَّاكرة.