“نزار البيُّوش” قصة شهيد لا تكتبها الأقلام
الشهيد رحمه الله “نزار البيوش” ابن مدينة كفرنبل ولد بتاريخ 30/1/1987، وهو شاب متزوج ولديه عائلة مكوَّنة من طفلتين وزوجة، استشهد وعمره 29 عاماُ بتاريخ 23/11/2016.
درس نزار المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الشهيد “فضل الخطيب” وتابع دراسته الثانوية في المدرسة الصناعية في مدينة كفرنبل.
انتسب نزار الى كليَّة الشُّرطة في العاصمة دمشق وتنقَّل بين محافظات (دمشق، السويداء وحماة) بسبب طبيعة عمله والمهمَّات الَّتي كانت تُوكل إليهم هو وعدد من رفاقه.
مع بداية الثورة السورية وبسبب طبيعة عمله في التنقل بين المناطق نُقل إلى محافظة حماة وخدم في مخفر شرطة قلعة المضيق، وفي بداية الأحداث في سوريا وخروج المظاهرات المنادية بالحرِّيَّة والكرامة واستخدام قوَّات أمن الأسد النَّار والرصاص لتفريق المظاهرات، انشقَّ عن الشُّرطة في العام 2011 أي مع بداية الثورة وكان من أوائل المنشقين عن الشرطة، خرج وشارك في المظاهرات بعد انشقاقه وكان من أوائل المشاركين بها.
وبعد تحرير مدينة كفرنبل من قوَّات الأسد وحاجة المدينة إلى جهاز شرطة يحميها وينظِّم الأمور الخدميَّة فيها، عمل نزار مع أمنية مدينة كفرنبل ومن بعدها انتقل إلى مدينة معرة النعمان وعمل مع الشرطة الحرة.
انتسب كغيره من شباب المدينة إلى أحد الفصائل العسكرية والتي شُكِّلت من أجل الدِّفاع عن المناطق المحررة، وانتسب الشهيد نزار إلى صفوف “جيش التحرير” وكان يخرج إلى جبهات القتال للدِّفاع عن أرضه ودينه ضدَّ قوَّات النظام والميليشيات التابعة لها.
استشهد في إحدى معارك ريف اللاذقية الشَّمالي أثناء التَّصدي لمحاولة قوَّات الأسد التَّقدم إلى منطقة “التفاحية” حيث قامت قوَّات الأسد بتطويق المنطقة من عدَّة محاور وبدأت بالتَّمهيد والتَّقدم، استشهد وهو يعمل على تأمين انسحاب رفاقه.
“رامز البيوش” شقيق الشهيد نزار لفرش أونلاين: “كان الشهيد رحمه الله صاحب أخلاق حميدة، هادئ، شجاع القلب، يحب عمل الخير، يُحب الناس ويُحبه الجميع وكان من الرَّافضين لوجود مثل هذا النِّظام المجرم وكان يملك روح ثوريَّة عالية، كان دوماً يأمل أن يشارك في معارك ضد قوَّات الأسد وتحقق له ما أراد، أثناء صدِّ قوات النظام على جبل “التفاحية” استشهد وهو يأمن انسحاب رفاقه حيث أصيب بطلق ناري في رأسه واستشهد على الفور”.
وتابع رامز: “في إحدى المرَّات أوصاني نزار وصيتين في حال استشهاده، الأولى أن أهتم بعائلته وطفلتيه، والثانية أن لا نطلق الرَّصاص أثناء تشيعه، كان نزار محبوباً من قبل رفاقه وصاحب سيرة حسنة لدى الكثيرين ممن يعرفونه”.
“محمد السطيف” أحد أصدقاء الشهيد لفرش اونلاين: “لا أذكر نزار إلا والبسمة قد غطَّت وجهه، خلوق، طيب القلب، لا يسيء المعاملة مع أحد، أَحبَّه الناَّس من حوله، وقد ترك فراغاً كبيراً في قلوب محبيه عند استشهاده، ستبقى ذكرى نزار خالدة في الأذهان، رحمه الله وتقبَّله من الشهداء”.
استشهد نزار ودُفن جثمانه تحت التَّراب في مقبرة الشهداء في مدينته كفرنبل، ابتهجت الأرض لضحكاته وزادتها ابتسامته ابتهاجاً، ونشر رائحة العطر والأرجوان تحت ترابها، ليبقى حيَّاً في قلوب أهله ومحبيِّه، وتبقى ذكراه راسخة في الأذهان لجيل سيخلِّد يوماً أسماء أبطالٍ ضحُّوا بحياتهم لينعموا بالأمن والأمان.