“محمد نذير العكل”.. من مقاعد الدِّراسة إلى قافلة الشهادة
الشهيد “محمد نذير العكل” من مواليد مدينة كفرنبل عام 31-5-1998 وهو شاب أعزب، أحد أفراد عائلة نذير العكل المكوَّنة من شابَّين وفتاتين.
درس محمد المرحلة الابتدائية في مدرسة الشهيد “فضل الخطيب” وتابع دراسة المرحلة الأساسية في مدرسة الشهيد “هيثم البيوش” ودرس إلى الصف التاسع ولم يكمل الدراسة بعدها بسبب سوء الأوضاع الأمنية، ودخول قوَّات الأسد إلى المدن والبلدات ونشر حواجزها والتَّضييق على المدنيين.
ومع بداية الثورة السورية وخروج المظاهرات المنادية بالحرية والكرامة و
إسقاط النظام، شارك الشهيد في المظاهرات ومع تحوُّل الحراك السِّلمي إلى مسلَّح نتيجة استخدام القوَّة والعنف ضدَّ المدنيين.
انتسب الشَّهيد إلى العديد من الفصائل والتشكيلات العسكريَّة كـ “صقور الشام” و”أحرار الشام”، وبعدها انتسب إلى لواء “فرسان الحق” التَّابع للجيش السوري الحر وعمل في صفوفه كمقاتل في ساحات المعارك والخروج إلى نوبات الرِّباط.
شارك الشهيد في العديد من المعارك في مدينة حلب وريف اللاذقية الشمالي، واستشهد في معارك حي الخالدية في مدينة حلب بتاريخ 17 من شهر تموز لعام 2016 أثناء نوبة رباط على إحدى الثُّغور ضدَّ قوَّات الأسد، حيث استهدفت طائرة حربيَّة النقطة التي كانوا مرابطين فيها.
“سومر العكل” شقيق الشهيد لفرش أونلاين: “عندما سمعت خبر استشهاد محمد حزنت كثيراً لأنَّنا كنَّا دوماً مع بعضنا البعض، نذهب إلى المدرسة ونلعب مع أصدقائنا وندرس معاً، يكبرني محمد بقليل، كان يريد دوماً أن ينال الشهادةـ ونالها فعلا صاحب الابتسامة، الخلوق، المتواضع رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه”.
“محمد نزيه المحروق” صديق الشهيد لفرش أونلاين: “أعرف الشهيد منذ سنوات، قضينا أجمل وأمتع الأوقات معاً، عندما سمعت خبر استشهاده، كنت جالساً مع أصدقائي، صُدمنا جميعاً لأن الشهيد كان أخاً وصديقاً لدى الجميع، أتذكَّر ابتسامة الشهيد كلما أذكره، وأتذكَّر طيبة قلبه وشجاعته، وأتذكَّر الأيام الجميلة التي عشناها طيلة تلك السنوات”.
قدَّمت مدينة كفرنبل خيرة شبابها في معارك حلب، لم تبخل بزرع الورود عند جيرانها، فقدَّمت شموعاً أضاءت بها السُّبُل وشقَّت طريقاً يسير عليه الأجيال فيما بعد، رحل محمد وبقيت ذكراه على ملامح أحبَّائه تُرسم في السَّماء وبين الغيوم.