“رائد الفارس” شهيد الصوت الحر والثورة الصادقة
ولد الشهيدُ رائد الفارس عام 1972 في مدينة كفرنبل، عاش في أسرةٍ مكوَّنةً من ثمانية إخوة، درس الفارس المرحلة الابتدائية والثانويّة في المدينة، ثمَّ دخل جامعة الطبِّ البشريِّ إلى أنَّه ترك دراسته بسبب وفاة أخويه الشابَّين، ليدرس فيما بعد مجال الإعلام.
عمل قبل الثورة في مكتب تسيير معاملات، ومع بداية الثورة السورية كان هو أول من بدأ الحراك السلمي ضد نظام الأسد، واشتهر بمخطوطاته الرائعة ولافتاته الجميلة، وكانت أفكاره العلمية والثوريَّة لها دور الريادة في إيصال صوت أبناء مدينته الى أقصى بقاع الأرض، حتى أصبحت أيقونة الثورة في الشمال السوري بل في جميع أنحاء سورية.
شارك “رائد الفارس” في العديدِ من المحافلِ الثوريةِ الدوليةِ التي من شأنها أن تظهرَ للعالمِ مدى قوةِ هذا الشعب وثورته، كان يؤمن بقوة شعبه من خلفه كما وثقَ الشعبُ به، في عامِ 2017 وفي مؤتمر أوسلو للحريات، بحضورِ ممثلينَ من دولِ الاتحادِ الأوربي، وعد الفارسُ بأنَّ هذهِ الثورة ستغيرُ الشرقَ الأوسط كما غيرت الثورةُ الفرنسيةُ وجه القارةِ العجوز، ستغيرها لأنها قامت بتغيرنا من الداخلِ، لأنها جعلت من الألمِ المكبوتِ داخلنا بنادقاً في وجهِ الطغاةِ، وأقلاماً بيدِ أبنائها في مدينته.
تعرض “الفارس” لمضايقات كثيرة من نظام الأسد ومن بعض التيارات، حيث تعرض لمحاولة اغتيال في نهاية عام ٢٠١٣، كما قامت النصرة باعتقاله مرتين الأولى في عام ٢٠١٥ والثانية بداية عام ٢٠١٦، وفي عام 2018 تمكنت يد الحقد من اغتياله عبر بضع رصاصات كانت كفيلة بأن يرحل “الفارس” عن هذه الدنيا، في يوم الجمعة الموافق الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني.
“محمد رائد الفارس” يقول في حديث خاص لفرش أونلاين: ” كان والدي ذو شخصية قوية، وكان فنان في التعامل مع أسرته بكل حرية وديموقراطية، كان همه في هذه الحياة تأسيسنا بشكل سليم وأن يجعلنا نعتمد على أنفسنا، كان يثني علي في أي عمل أو انجاز أحققه، ويحفزني بأن أسعى دائماً للأفضل”.
“علي دندوش” صديق الشهيد يقول في حديث خاص لفرش أونلاين: “تعرفت على “رائد الفارس” من بداية الثورة في المظاهرات التي كانت تخرج بمدينة كفرنبل، وباشرت بالعمل معه منذ عام ٢٠١٣، كان “الفارس” ناشط إعلامي سلمي من بداية الثورة السورية، عمل على مشاريع العمل المدني مثل منظمة الURB التي تضم عدة أفرع منها راديو فرش ومراكز رعاية الطفل ومزايا ودفا”.
ويضيف “دندوش” لفرش أونلاين: “كان رائد الفارس ذو أخلاق عالية يستوعب جميع الناس الذين يتعاملون معه، وكان محبوب لدى كل الناس، وقبل استشهاده بليلة بقينا مستيقظين حتى مطلع الفجر، وكنت أعتبره قدوتي في هذه الحياة، وأي أمر أريد أن أفعله أستشيره وآخذ بنصيحته، فهو كان أخي الكبير الذي أحبه كثيراً”.
“رامي الفارس” صديق الشهيد يقول في حديث خاص لفرش أونلاين: “كان رائد الفارس انساناً مبدعاً وخلاقاً وذو عقلية ثورية، وكان لديه استشراف للمستقبل، وكان لديه حل لكل أمر بطريقة مبدعة وخلاقة، وهو من الأشخاص الذين قل نظيرهم في الثورة السورية بشكل خاص والحراك الثوري بشكل عام، وقد ظهرت قيمته جلية بعد استشهاده، عندما تصدر معظم القنوات والمواقع العالمية، ” الفارس” كان لديه مقدرة غريبة وعجيبة في إيصال معاناة الداخل وتصديرها للخارج بطريقة مبدعة، كان صاحب شخصية ساحرة في كل شيء ومن كل شيء، وهو عبارة عن ثورة قائمة بحد ذاتها”.
“الفارس ” صاحب الضحكة الجميلة، حمل هذا الاسم من فارسه أجمل المعاني فقد منحه صاحبه الرجولة وعلمه معنى الحرية بصوت الشعب، فقد كان فارساً لاسمه، ولم يكن لهذا الاسم معنى لولا وجوده في هذا الشخص، حيث كان بمثابة مرآة الثورة السورية في كل أنحاء العالم حتى تمكنت يد الغدر والخيانة النيل من جسده الطاهر.
معاذ الفرحات (كفرنبل_إدلب)