“محمد عبدالله الزيدان”.. شاب آثر الدفاع عن وطنه على دراسته
الشهيد محمد عبد الله الزيدان شاب من أبناء بلدة حاس، وهو من مواليد عام 1989، درس المرحلة الابتدائية والاعدادية في مسقط رأسه حاس، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة كفرنبل، وبعد اتمامه للدراسة وحصوله على الشهادة الثانوية، التحق محمد بجامعة حلب كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية.
ومع اندلاع الثورة السورية وانتشارها بكافة أرجاء الأراضي السورية، كان محد قد وصل بدراسته للسنة الثانية في الجامعة، وشارك في العديد من المظاهرات التي كانت تخرج في جامعة حلب، وفي أثناء هذه الفترة اعتقل أخاه الأكبر من قبل جيش نظام الأسد، وهو معه في الجامعة في السنة الرابعة قسم اللغة الإنكليزية.
ومع تحول الثورة من مسار الحراك السلمي إلى الحراك العسكري، وخصوصاً أن هذا النظام الباغي كان قد قابل الحراك السلمي بالقمع، وغصن الزيتون بالرصاص الحي، قرر وقتها الشهيد محمد الالتحاق بركب الثورة المسلحة، مقدماً إياها على الدراسة في الجامعة، وانضم إلى فصيل حركة أحرار الشام.
بعدها أصبح يشارك في أكثر المعارك ضد النظام، وشارك محمد في تحرير مدينة كفرنبل، وتحرير مدينة معرة النعمان من الجيش الباغي ورجسه، وكانت لا تفوته معركة في ريفي حلب وإدلب.
ومنذ مشاركة محمد بالمعارك ضد نظام الأسد لم تفارق الابتسامة شفتيه، وكان دائماً يقول إنه يتمنى الشهادة ليكون شفيعاً لأهله، وكان يتابع كفاحه وجهاده على الجبهات من دون كلل أو تردد.
استشهد محمد بتاريخ 27/1/2013، حيث كان مشاركاً بمعركة ضد النظام في قرية اليعقوبية التابعة لجسر الشغور، وفجأة وعلى غفلة من المجاهدين التف الجيش عليه وعلى رفاقه، فكان محمد أول من شاهدهم بحكم أنه كان من أوائل المتقدمين على الجيش، واشتبك معهم وحده، عندها انتبه رفاقه، وأثناء الاشتباك اخترقت رأسه رصاصة غادرة وضحى بدمه الطاهر الشريف كي يخلص رفاقه من الكمين الذي وقعوا فيه، ونال شرف الشهادة التي طالما حلم بها وروى بدمائه الطاهرة أرض تلك البقعة من وطنه.
“والد الشهيد” يقول في حديث خاص لفرش أونلاين:” كان محمد مثال الشاب البار والخلوق، وكان غيوراً على وطنه وعرضه، وطلب مني أن يشارك في قتال هذا النظام المجرم على كل المقاييس فباركت رغبته، وكان محمد لا يخرج إلى أي معركة دون أن يقبل يديّ ويطلب الرضى”.
أخ الشهيد يقول في حديث خاص لفرش أونلاين:” أخي محمد ليس أخي فقط بل كان صديقي ورفيق دربي أيضاً، كانت الابتسامة لا تفارق وجهه، وعندما جاءنا خبر استشهاده لم أصدق، ولكن لا نقول إلاّ ما يرضي الله، إنا لله وإنا اليه لراجعون”.
كان محمد شاباً محبوباً من قبل رفاقه في الجامعة وأيضاً من قبل رفاقه الذين شاركوا معه في معارك الشرف ضد نظام الطاغية الباغي، عاش محمد فقيراً يتيماً، واستشهد بطلاً عظيماً.
دفن الشهيد محمد في مقبرة في مسقط رأسه بلدة حاس، نأمل من الله أن يتقبله من الشهداء وأن يكون شفيعاً لأهله.
وفاء المحمد