عبد الكريم السويد شهيدٌ في مجزرة السوق الشعبي بمدينة كفرنبل
ولد الشهيد “عبد الكريم السويد” الملقب “أبو جمعة” في مدينة كفرنبل، في العاشر من حزيران لعام 1963، متزوجٌ وله عائلةٌ مؤلفة من خمسة شباب وأربع بنات.
ترعرع “عبد الكريم” في مدينة كفرنبل ودرس في مدارسها، كما عمل في مهنة “القصابة” التي أخذها عن والده وجده، كما أورثها لأولاده من يعده.
في صباح الثامن والعشرين من شهر آب لعام 2012 توجَّه كعادته منذ الصباح الباكر إلى محلِّه التجاري في مدينة كفرنبل من أجل العمل في مهنته التي أحبها، وتبعه أولاده لمساعدته في العمل، وبعد مرور ساعات العمل وحلول وقت الظهيرة، سمع الأهالي صوت طائرةٍ حربيةٍ في أجواء المنطقة، لتستهدف سوق المدينة الشعبي المكتظ بالباعة والمدنيين بغارة جوية، لتعيد الكرَّة وتستهدف من جديد المحالَّ التِّجارية والدوَّار الرّئيسيّ في المدينة، أُصيب على إثرها “أبو جمعة” وكانت إصابته خطيرة لأنَّ النيران نالت من جسده بالكامل.
نُقل عبد الكريم بعدها إلى المشفى الجراحي في مدينة كفرنبل، وبعد يومين من إصابته استشهد نتيجة تدهور حالته الصحية وعجز المشافي عن تقديم أي مساعدة له.
لم يكن “أبو جمعة” وحيداً وقتها، فأولاده الاثنين استشهدا أثناء تلك الغارات الجوية، كما واستشهد عشرات المدنيين في أبشع مجزرة إنسانية بحق المدنيين.
زوجة الشهيد عبد الكريم السويد لفرش أونلاين: “ذلك اليوم كان من أصعب أيام حياتي، فقدت زوجي، فقدت أب أولادي، فقدت معيلي، وفقدت اثنين من أولادي، أما اليوم أعيش أنا وأولادي الصغار ولا معيل لنا، حياتي أصبحت كئيبة جداً منذ ذلك اليوم، وبتنا نعيش على صدقة الناس وتعاطفهم علينا”.
أبو محمد صديق الشهيد لفرش أونلاين: “كان أبو جمعة طيب الخلق وكريماً وكان محباً لعمله، وقد كان من الناس الذين ثاروا ضد نظام الأسد منذ البدايات وشارك في العديد من المظاهرات”.
لم يكن الشهيد “عبد الكريم السويد” مجرد رقم مرَّ في تاريخ الثورة السوريَّة، ولم يكن قصَّةًّ مفردةً في كتاب التَّضحية الَّذي ألَّفه أشخاص قدَّموا الغالي والنفيس لتستمر الحياة من بعدهم، وباتت دماؤهم شعلةً تنير الطَّريق، وصرحاً شامخاً يكاد لا ينحني، وتمثالا للحرية يزرع في النُّفوس الأمل والتطلُّع إلى المستقبل.
“أبو جمعة” كغيره من السوريين، لم يكن الأَوَّل ولن يكون الأخير، رافقه في ذلك اليوم كوكبةٌ من الشهداء من أبناء مدينته، جمعتهم الحياة ولم يفرقهم الموت، لكلٍّ منهم قصَّته التي تُحكى بين ذويه، والتي ستخلدها الأذهان وتبقى على الألسن على مرِّ التاريخ.