الشهيد عبد الحميد العلوش شعلةٌ من شُعلِ الثورة
ولد عبد الحميد أحمد العلوش في مدينة كفرنبل من مواليد عام 1/1/2001، عاش عبد الحميد مع أسرته البسيطة والتي تتألَّف من سبعة أشخاص ثلاث أخوات وأخ ووالديه، استشهد وعمره سبعة عشر عاماً في27/3/2018.
درس الابتدائية في مدرسة أحمد العلوش، ترك دراسته بعد أن اشتد القصف على المدينة، وخرج مع عائلته إلى المخيمات التركية لمدة أربع سنوات حتى استقر الوضع عادوا إلى مدينتهم، وفي تلك الفترة أصبح عبد الحميد شاباً صغيراً، لكنه حماسي مفعم بالحياة اندفاعي يحب العمل، ومحبوب من قبل الجميع، بدأ العمل في مغسل للسيارات في الحي الذي يسكن به.
وبعد تعرفه على مجموعة من شباب الحي، كان يمهد لوالديه للتسجيل في الجيش الحر، رفضوا بداية لكن إصراره جعلهما يوافقا رغم خوفهم عليه لصغر سنه خرج عدة مرات للرباط.
حتى جاء ذلك اليوم الذي أخبره فيه أحد أصدقائه أن عليهم الذهاب للمرابطة في قرية “تل دم” شرق مدينة إدلب، حيث اشتدت المواجهات مع قوات الأسد، وبعد مغادرته بيوم واحد وصل خبر إصابته عبر غرف الأخبار، واستشهد جميع رفاقه بسبب تكثيف الغارات الجوية في 2/1/2018.
نقل عبد الحميد إلى المشافي التركية لخطورة إصابته، ودخوله في غيبوبة مدة ثلاث أشهر، وبعدها لحق عبد الحميد بقافلة الشهداء.
والدة الشهيد عبد الحميد لفرش أونلاين: “لم أعد أعرف ماذا أفعل أبكي أم أفرح لاستشهاده، كان الخبر صادماً وموجعاً فقد خسرت قطعةً من قلبي فهو ابني البكر وصديقي وحبيب قلبي تقبَّله الله، كان محبوباً بين رفاقه دائم الابتسامة، كنت أقول له دائماً إنك صغير ألاّ تخاف على نفسك من تلك الصواريخ والطائرات لكنه يضحك ويمازحني ويقول: “القلب حديد لكن الركب ترتجف” لن اتراجع حتى ننتصر ليعود ويقول “وليكن في العائلة شهيد ترفعي رأسك به”.
وتابعت والدته حديثها وقالت: “كنت استغرب حينما كان يرقص ذلك اليوم وهو يرتدي ملابس الرباط كان يدور حولي ويضحك بصوت عالي وكأنه سيزف عريساً لكن لم أعرف أن كل هذه الفرحة ستغدو ذكرى لي وسيغيب صوته الذي كان يملأ الحي وأصبح أم الشهيد الصغير عبد الحميد”
علي ابن عمته وصديقه يقول لفرش أونلاين:” كان ليس قريب فقط كان صديقي وكالخيال لي، كنت اعتمد عليه لعدم معرفتي بالمنطقة كان يحب المغامرة رغم شعوره بالخوف في كثير من المواقف لكن قلبه أقوى من قلبي كان يكمل ما يقدم عليه حتى ينجزه فأنا لا أستطيع هذا لذلك هاجرت إلى تركيا، وعند سماعي لخبر استشهاده شعرت بأن فقدت عضو من جسدي فخسارته لا تعوض”
عاش عبد الحميد ذو الأخلاق الحميدة طفولة مقتولة، بسبب الحرب لكنه أثبت نفسه ورفض الإهانة، وواجه هذا النظام المتوحش وغدا شهيداً ومشعل من مشاعل الثورة التي تنير درب الأجيال القادمة.
(تغريد العبدالله)