محمد مصطفى طلب الشهادة ونالها
ولد الشهيد محمد مصطفى بتاريخ ١٥/٣/١٩٩٠م، وينحدر من قرية صغيرة تدعى “البلاط” غرب مدينة عزمارين بريف إدلب الغربي، وكان يعيش ضمن عائلة بسيطة، يبلغ عدد أفرادها تسعة، درس ونال الشهادة الابتدائية، واتجه نحو العمل بسبب الوضع المادي السيء لعائلته.
وفي فترة شبابه عمل في الباطون، وكان يتقن” التزريق”، ومع بداية الثورة التحق بها، وانضم لمجموعة عسكرية تتألف من أقربائه وأصدقائه، وبدأ يخرج للمرابطة، وشارك في عدة معارك منها معارك حلب، وجبل الأكراد، وجسر الشغور وريف اللاذقية، وتحرير مدينة إدلب.
وفي يوم الجمعة وبتاريخ ٨/٧/٢٠١٧م، وصل خبر استشهاد محمد وإصابة أصدقائه في ثالث يوم من أيام عيد الفطر، بعد خروجه لمعركة في جبل الأكراد بضربة طائرة حربية لقوات الأسد استهدفت موقعهم، وهم يؤدون صلاة العصر سقطت الصواريخ، لتطرحهم أرضاً بين شهيد وجريح.
والدة الشهيد تقول لموقع فرش أونلاين: ” استشهد ولدي ذلك اليوم الذي خرج به إلى المعركة على غير عادته، كان يتجهز للخروج بسرعة، كان يدور حولي يقول “ادع لي أن أنال الشهادة “، أنظر له وأرى بريق الفرح في عينيه، طلب سلاحه أعطيته إياه، لكنه سقط وقمت بإعطائه مرة أخرى وسقط أيضاٌ، قال أترين يا أمي لا يريد سلاحي الذهاب معي، حينها طلبت منه البقاء لكنه رفص وقال: “الشهادة تطلبني وغادر ليعود لي محمل على الأكتاف شهيداً جميلاً بأذن الله”.
أخ الشهيد جمعة مصطفى يروي لفرش أونلاين: ” إنني أصغرهم وكانت علاقتي بأخي تبنى على الاحترام فهو حنون وطيب القلب لمجرد أن يتكلم معي تدمع عيني احتراماً له كان يوجهني إلى الصلاة ومتابعتها وعدم تركها ويرشدني لاختيار الطريق الصحيح في رسم حياتي كنت أجد فيه الأخ والأب، وحين تلقيت خبر وفاته كان بمثابة صدمة لي لم أصدق حتى قرعت مئذنة المسجد منادية بخبر استشهاده”.
زوجة الشهيد محمد حدثت فرش أونلاين: “كان محمد منذ تزوجنا أنا وهو عام٢٠١٤، ورزقنا الله بطفل كان يخرج زوجي للرباط ويبقى بعيداً عن المنزل من اليومين حتى الثمانية لا يوجد وقت محدد لعودته، كنت أطلب منه دائماً ألا يذهب لكنه يرفض ويقول: “إنني أطلب الشهادة وكل شخص لا يموت حتى انتهاء الأجل”، وهذا يجعلني أصمت، حتى تلقيت خبر استشهاده، كانت صدمة كبيرة لي، وخاصة أنني كنت أنتظره لأخبره بحملي بطفلي الثاني”.
استشهد محمد المعروف بطيبته ورجولته وصفاته الحسنة، التي عرف بها بين أقربائه وأصدقائه وضمن قريته، كان يطلب من الله الشهادة ونالها بأذن الله بشجاعته وعزيمته وحبه لوطنه ودفاعه عنه، حتى آخر نفس له ضد الطاغية بشار وأعوانه.
تغريد العبدالله