“نور النايف” روحه في السماء وجثمانه في أحد كهوف حماة
الشهيد “نور النايف” الملقب “أبو فؤاد”، من مواليد مدينة كفرنبل في الأول من كانون الثاني لعام 1994، وهو شاب متزوج ولديه طفلة وحيدة، استشهد وعمره 22 سنة في 23-9-2016، في يوم أطلق عليه “بيوم شهداء الكهف”.
كان الشهيد يدرس في مدارس مدينة كفرنبل، تعلم في المدارس المرحلتين الابتدائية والأساسية، ومع انطلاق الثورة السورية كان “نور” في مقتبل عمره وكان يخرج مع رفقائه للمشاركة في المظاهرات التي كانت تجوب عدَّة مناطق في المدينة وما حولها، وشارك “نور” في العديد من مظاهرات الحرية والكرامة، وفي إحدى المظاهرات في مدينة معرة النعمان أصيب “نور” أثناء قيام قوات الأمن التابعة لقوَّات الأسد قرب فرع أمن الدَّولة بتفريق المظاهرة وإطلاق الرصاص تجاه صدور المتظاهرين، وكانت إصابته في قدمه إلَّا أنَّها لم تمنعه من الاستمرار في التَّظاهر من أجل المطالبة بالحرِّيَّة والكرامة وإسقاط نظام الأسد.
ومع تحول الحراك السلمي إلى مسلح انضم “نور” إلى فصيل فرسان الحق التابع للجيش الحر، وشارك في العديد من المعارك في إدلب وحماة وحلب.
استشهد “نور” أثناء الرِّباط على إحدى جبهات محافظة حماة، وذلك بعد سيطرة الجيش الحر على بلدة معردس، وتعرُّض المنطقة التي كان متواجد فيها مع عدد كبير من رفاقه في إحدى كهوف البلدة لغارة جوِّيَّة من قبل طيران العدوان الروسي أودت بحياة جميع من كان بداخلها، وسمي ذلك اليوم بيوم شهداء الكهف لعدم مقدرة الأهالي على إخراج أولادهم منه.
والدة الشهيد “نور النايف” لفرش أونلاين: “قبل خروجه إلى الرِّباط لم يأخذ بندقيته معه، فقلت له لماذا؟ فأجابني وطلب مني أن احتفظ بها وأن أطلق الرصاص بعد خروج خاله من معتقلات الأسد، في ذلك الوقت أحسست بأنه يوصيني هذه الوصية وكأنه مدرك أنه سيستشهد ولن يعود إلينا، وفي مساء ذلك اليوم وصل نبأ استشهاد “نور” مع جميع رفاقه في الكهف الذي استهدفه طيران العدوان الروسي بغارة جوية”.
كان الشهيد “نور” شاباً خلوقاً، مهذباً، متواضعاً، وشهماً، يحب عمل الخير ويحترم الكبير ويعطف على الصغير، وكان مثالاً في التضحية والفداء، وهو واحد من ثلَّة الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب سوريا وقدموا أرواحهم وأنفسهم في سبيل الله وفي سبيل تحرير هذا البلد من نظام الأسد والميليشيات الأجنبية التي كانت تدعمه.
رحل نور عن الدُّنيا الَّتي جمعته بأمه وأقربائه، ليلاقي شقيقه “وائل” الَّذي سبقه في نفس الطريق، ويحتضن أباه الَّذي اشتاقت عيناه لرؤياه، ويكون رفيق درب لأصدقائه الذين خطو معه الخطوة الأولى، ووصلوا سوياً إلى نهاية الطريق الذي خضب بدمائهم ودماء من سبقهم في طريق الشهادة.