ست سنوات على الرحيل.. ورائد الفارس وحمود جنيد حاضران في ذاكرة الثورة والسوريين
حين كان قول (لا) في وجه المُستبّد جريمةً يُعاقبُ عليها الجلّادون والجاثمون فوق صدور السوريين منذ أكثر من خمسين عاماً ، كان رائد الفارس من أوائل السوريين الذين قالوا (لا) في وجه نظام الأسد، قالها بكلّ الوسائل المُتاحة، سواءً بالصوت، أو بالصور ، أو باليافطات المناهضة لإجرام النظام الذي يُمارسه بحق الشعب السوري.
وثّق الفارس بكاميرا موبايله المشهد السوري الثائر في مدينته كفرنبل ، وثّق المظاهرات الشعبية ، معاناة أبناء المدينة ، انتهاكات قوات نظام الأسد، الجرائم التي طالت المدنيين.
وأوصل صوت الثورة إلى شتى أنحاء العالم، حتى أصبحت مدينة كفرنبل مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً برائد الفارس، التي عُرفت من خلاله عند المجتمع الغربي، وعند الداخل السوري عُرفت بـ “عود الثورة الرنّان”.
يصادف اليوم السبت، الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني ٢٠٢٣، الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد الإعلاميين رائد الفارس وحمود جنيد في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي.
واستشهد الفارس وجنيد وهما من أبرز رموز الثورة السورية في كفرنبل وسوريا، خلال عملية نفذها مجهولون وسط مدينة كفرنبل عام 2018.
وخلال مسيرتهما في الصحافة والإعلام وثق الشهيدان، عشرات المجازر بحق الشعب السوري، التي نفذها نظام الأسد وحلفاؤه، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
ويعتبر الشهيدان الفارس وجنيد من أهم الصحفيين الذين شاركو في توثيق المعارك التي خاضتها الفصائل الثورية ضد قوات نظام الأسد.
كما ونال كل من الفارس وجنيد جائزة الشجاعة في الصحافة المُقدمة من معهد “ليغاتوم” في المملكة المتحدة لعام 2019.
وأسس الفارس بالإشتراك مع العديد من الناشطين الإعلاميين، إذاعة “راديو فرش” في مدينة كفرنبل في الخامس عشرة من شهر تشرين الثاني عام 2013، والتي تعتبر من أهم المنابر الإعلامية في شمال غربي سوريا.
واشتهر الفارس بمقولته “الثورة فكرة والفكرة لا يقتلها سلاح” والتي أصبحت في وقت لاحق من العبارات المتداولة من بعد استشهاده.
وشارك الفارس في العديد من المحافل الدولية، التي سلطلت الضوء على واقع ما يعيشه الشعب السوري من معاناة وظلم من قبل قوات نظام الأسد، والتي أظهرت ما تعرض له السوريين من مجازر أُرتكبت بحقهم من قبل النظام.
وفي مؤتمر صحفي عام 2017 وبحضور ممثلين من دول الاتحاد الأوروبي، وعد الفارس بأن “الثورة السورية ستغير الشرق الأوسط، لأنها ستغيرنا من الداخل، ولأنها جعلت من الألم المكبوت داخلنا بنادقاً في وجه الطغاة”.
وقبل استشهاد الفارس تعرض لمحاولة اغتيال نهاية عام 2013، وتعرض لمضايقات كثيرة من قبل نظام الأسد، وفي اليوم الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 2018، قام مسلحون باغتيال رائد الفارس وحمود جنيد في مدينة كفرنبل، الأمر الذي كان متوقعاً بعد تعرضهم للعديد من التهديدات في السابق.
وبالرغم من مرور ستة أعوام على استشهاد الفارس، لا تزال إذاعة راديو فرش مستمرة في عملها، لتقدم صوتاً حيوياً للسوريين الذين يسعون جاهدين لتحقيق السلام والحرية.