رؤيةُ عائلتي بخير أهمُّ شيءٍ في حياتي
اسمي “هناء” من مدينة كفرنبل، أبلغُ من العمر 30 عاماً، متزوَّجةٌ وزوجي يعملُ شرطيَّاً في دمشق.
وعندما بدأت الثورةُ وعمَّت المظاهرات كلَّ المدن والقرى بدأت معاناتي، حيثُ كان زوجي يخرجُ سرَّاً مع رفاقه في المظاهرات ضدَّ النظام، حتَّى بدأت الاشتباكات في الحيِّ الذَي نسكنُ فيه، وزوجي ما زال على رأس عمله رغم المظاهرات الَّتي خرج فيها.
وذات يوم حاصر عناصرُ الجيش الحر مركز الشُّرطة وكان زوجي من ضمن المحاصرين، وبعد ساعاتٍ أمرهم الجيش الحر بتسليم أنفسهم دون مقاومة، وكون زوجي له علاقات مع الجيش الحر سلَّم نفسه ووصل إلى البيت دون أي أذى.
هنا علم النظام بعلاقة زوجي بالجيش الحر فأصبح ملاحقاً من قبلهم، ولم نعد نستطيع أن نبقى في هذا المكان لأن حياة زوجي في خطر.
وبعد فترةٍ انشَّق زوجي من سلك الشُّرطة بالاتفاق مع عناصر الجيش الحر الَّذين أوصلونا إلى مدينتنا بريف إدلب بعد المعاناة والخوفِ من الطريق، فقد واجهنا صعوباتٍ ومشقَّاتٍ عسيرة لحين وصولنا.
وفي منزل أهل زوجي اتخذنا غرفة صغيرة لنا، لأن المنزل صغير وعائلة زوجي كبيرة ولا يتسع، ولا نملك شيء من مستلزمات الحياة التي نحتاجها لنجلس براحة، بدأ زوجي يخرج للبحث عن عمل من أجل تلبية حاجتنا، لكن في البداية لم يجد أي عمل في ظل هذه الظروف القاسية، فكانت حياتنا صعبةً جداً.
وبعد فترة وجد زوجي عمل في تصليح الدراجات النارية، وبدأ يخرج في الصباح ولا يعود حتى المساء، وعلى هذا الحال أمضينا ثلاث سنوات، جمع خلالها زوجي مبلغاً من المال، وساعده أبي بقسطٍ منه حتى استطعنا بناء منزل صغير لنسكن فيه، رغم الظروف القاسية أجبرنا أنفسنا على الرضى بأقل شيء حتى نعيش بكرامة دون طلب الحاجة، وكلي أمل أن تتكلَّلُ الحياة بالأمل والسعادة.
(نسرين الموسى)