أحتضنه كهف حماة مع العشرات من رفقائه ليكون أخر آثر له في هذه الحياة
الشهيد “محمد وسام العكل” من مواليد مدينة كفرنبل عام 1997 شاب أعزب، أستشهد في 2016/9/23
درس وتعلم في مدارس مدينة كفرنبل، وعندما وصل الى المرحلة الثانوية لم يكمل دراسته بسبب سوء الأوضاع الأمنيَّة الَّتي كانت تعيشها المدينة في تلك الفترة.
ومع انطلاق شرارة الثَّورة السُّوريَّة في مهدها درعا وخروج المظاهرات المطالبة بالحرِّيَّة والكرامة وإسقاط نظام الأسد الَّذي سخَّر كل ما يملك لوأدها.
كان محمد ورفقائه من المشاركين بتلك المظاهرات، ومع تحوُّل الحراك السِّلمي إلى مسلَّح ومن أجل الدِّفاع عن المدن والبلدات من بطش قوَّات الأسد، انتسب محمد إلى فصيل “فرسان الحق” التَّابع للجيش السُّوري الحر والذي حمل على عاتقه مسؤولية الدِّفاع عن المناطق المحرَّرة من قوَّات الأسد.
شارك محمد مع رفاف سلاحه في العديد من المعارك وأصيب في معركة تحرير حاجز “الطَّرَّاف” في ريف إدلب الجنوبي أثناء معارك السَّيطرة عليه، كما أصيب أيضا في معارك حي “الخالدية” بحلب المدينة، لم تمنعه إصابته من إكمال دربه في مواصلة القتال والنِّضال ضدَّ نظام الأسد.
سافر محمد إلى تركيا من أجل علاجه بسبب الإصابة الَّتي أصيب بها في المعارك ومن ثم عاد الى مدينة كفرنبل.
استشهد في كهف بلدة “معردس” بريف حماة الشمالي بعد تحرير البلدة من قوَّات الأسد، حيث استهدفت الطَّائرات الرُّوسية الكهف الذي اتخذه فصيل “فرسان الحق” مقرَّاَ له واستشهد معه العشرات من رفقائه في يوم أطلق عليه “شهداء الكهف”.
محمد وسام العكل شاب حسن الخلق، متواضع، يحب عمل الخير، طيب القلب، شجاع.
يقول “حمزة المحروق” صديق الشهيد لفرش أونلاين: “أعرف محمد منذ الطُّفولة، كنَّا نذهب إلى المدرسة معاَ ونعود منها معاَ، ونخرج الى لعب كرة القدم معاَ، انتسبنا إلى “فرسان الحق” وكنا نخرج الى الرباط، وكان محمد يحب الخروج إلى جبهات القتال، كان خبر وفاته أسوأ خبر اسمعه في حياتي، لقد فقدت شخصاَ عزيزاَ على قلبي، كان دوماَ يريد أن ينال الشهادة وها هو قد نالها “رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.
محمد العكل ابن مدينة كفرنبل دماؤه روت تراب حماة، لتأكِّد على وحدة الأرض السُّوريّة ووحدة الهدف، سار على طريق رسمه له شهداء سبقوه، وحفر تحت خطواته أثراً يسير عليه من بعده، وكان نجمة تنير طريق الضال وتلهم الشعراء في نظم قصائد البطولة والشهادة.