عودة الحياة
أبلغ من العمر 40 عاماً مقيمة حالياً في بلدة “المزرة” بجبل الزاوية بإدلب متزوجة ولديَ أربعة أطفال.
نملك مزرعة أبقار بنفس البلدة ونعمل فيها أنا وزوجي وخلال الأحداث التي دارت في البلد وبسبب الدمار والقصف التي تعرضت لها البلدة قررنا السفر إلى لبنان والابتعاد عن الخوف والهلع وبالفعل تم السفر إلى لبنان “بيروت” وأصبح زوجي يعمل هناك بصفة “عامل إسمنت”.
وبعد مرور عدة أشهر طلب مني زوجي السفر إلى سوريا حتى أقوم بالاطمئنان على المزرعة كونه لا يستطيع ذلك بسبب الخوف من حواجز قوات الأسد وبالفعل سافرت وعند وصولي إلى القرية استنشقت هواء بلدي كان نقياً وكنت سعيدة جداً بذلك وعند الظهيرة سمعت صوت طائرة حربية وما شعرت إلا بانفجار ضخم يهز القرية.
بعدها لم أشعر بأي شيء ثم استيقظت فوجدت نفسي بمشفى إدلب ولكني لم أستطع الحراك وأهلي من حولي، رأيتهم والدموع تسيل على وجوههم عندها سألتهم ما جرى فقال والدي:” تمالك نفسك يا ابنتي فقد تم قصف القرية وخاصة المزرعة التي تمليكها وتم تدميرها بالكامل، وبعد دقائق جاء الطبيب وهو يسألني عن وضعي الصحي قلت له بخير ولكنني لا أستطيع الحركة.
فقال لي أصبت بشظية في العمود الفقري “بالفقرة التاسعة” مما أدى إلى شلل بالنصف السفلي وبعد فترة تخرجت من المشفى وقررت السفر لزوجي إلى لبنان وبالفعل تم السفر وعند وصولي تلاقيت مع أولادي وزوجي واللقاء كان مؤثراً جداً لأنني لا أستطيع الوقوف على قدمي ولا احتضان أولادي الذين صاروا يصرخون ويقولون ما جرى يا أمي.
وأصبح زوجي يأخذني إلى المشافي اللبنانية ومضت فترة وجيزة من الزمن وبسبب الأسعار الباهظة في هذا البلد قال لي زوجي عودي إلى سوريا لتلقي المعالجة الفيزيائية وذلك بسبب سوء حالته المادية وعند عودتي إلى سوريا وصلت القرية لمنزل أهلي استقبلوني بكل بهجة وسرور وعن طريق الأصحاب والأهالي تعرفنا على معالج فيزيائي وصرت أتعالج. في كل أسبوع جلستان وبعد مرور فترة من الزمن تلقيت الخبر الذي جعلني أنهار، وهو أن زوجي قام بطلاقي وقد قام بالزواج من امرأة أخرى في لبنان عندها زادت حالتي سوءً وتمنيت الموت بسبب بعدي عن أولادي.
وليس بإمكاني العودة إليهم تابعت حياتي وتابعت الجلسات الفزيائية وبعد مرور أشهر شعرت بتحسن حيث عدت أشعر بأعصابي، وفي هذه الأيام تقدم العلاج حتى تمكنت من المشي البطيء بواسطة عربة وعاد إليّ الأمل من جديد بعودة الصحة التي أعادها الله إليّ بعد معاناة طويلة وبفضل المعالج الفزيائي الذي أصبح بدوره أيضاً يحضر لي بعض المساعدات، الحمد لله على كل حال.
(نسرين الموسى)