أحمد حمود التمر.. غارة روسية أفقدت والده عكازه البار
أحمد بن حمود التمر شاب في الثلاثين من عمره من مواليد مدينة كفرنبل 1983، درس الابتدائية في مدرسة أبوبكر الصديق، والإعدادية في مدرسة ذي قار، ودرس الثانوية في مدرسة الصناعة بمعرة النعمان.
انتسب إلى سلك الشرطة عام 2001م بريف دمشق، كما انتقل إلى قيادة شرطة حلب 2007م، وبعد قيام الثورة انشق بتاريخ الشهر السادس 2012م نصرة للثورة السورية.
متزوج ولديه ولدان 7 سنوات وسنة ونصف، كان أكثر من ولدٍ لأبيه الطاعن في السن كان رفيقاً وجليساً له، وقت الراحة يتكئ عليه في قضاء حاجاته ورفيقاً له لأرضه الزراعية.
عاش فقيراً بعد انشقاقه، ولم يكن العمل متوفر فعمل عاملاً بالحجر ثم حارس ليلي، وكان يسكن في بيت طيني قديم يعود لجده.
بتاريخ 4-2-2018 استهدفت طائرة روسية منزله وسط مدينة كفرنبل وهناك حدثت الفاجعة ودفن أحمد تحت ركام بيته الطيني، أخرجه الدفاع المدني من تحت الأنقاض وكانت روحه قد فارقت جسده الطَّاهر.
“لا يموت أحد وناقص من عمره شيء” كلمات لطالما رددها أحمد على مسامع جُلسائه، وأمنيته الوحيدة أن يرزقه الله الشهادة رغم عدم مشاركته في الأعمال القتالية، ليكتبها الله له في عقر داره وتكون طائرة روسية سبباً لتحقيقه أمنيته.
“محمود التمر” شقيق الشهيد أحمد لفرش أونلاين:” أعجز عن وصف ما حصل لنا ولأهلي حين انتشلنا أخي أحمد من تحت الأنقاض مستشهداً، لم أصدق ما حصل تلك الليلة حين أيقنت بأننا فقدنا أحمد ولم يعد باستطاعتنا أن نراه، كان أكثر من أخاً لي، وأكثر من ولداً لأهلي وكان صديقاً لي ولأهلي وقت الضيق، عطوفاً على أولادي”.
وتابع محمود:” أحمد إنسان بسيط فقير وهادئ، ليس له أي مشاكل، علاقته صادقة مع جميع أصدقائه وإنسان صدوق في تعامله، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
“مؤيد العقدة” أحد أصدقاء الشهيد لفرش اونلاين: “لا أذكر أحمد إلا والبسمة قد غطَّت وجهه، خلوق، طيب القلب، لا يسيء المعاملة مع أحد، أَحبَّه الناَّس من حوله، وقد ترك فراغاً كبيراً في قلوب محبيه عند استشهاده، ستبقى ذكرى أحمد خالدة في الأذهان، رحمه الله وتقبَّله من الشهداء”.
استشهد أحمد ودُفن جثمانه تحت التَّراب في مقبرة الشهداء في مدينته كفرنبل، ابتهجت الأرض لضحكاته وزادتها ابتسامته ابتهاجاً، ونشر رائحة العطر والأرجوان تحت ترابها، ليبقى حيَّاً في قلوب أهله ومحبيِّه، وتبقى ذكراه راسخة في الأذهان لجيل سيخلِّد يوماً أسماء أبطالٍ ضحُّوا بحياتهم لينعموا بالأمن والأمان.
مؤيد العقدة (كفرنبل_إدلب)