إرادة النجاح لا تعادلها إرادة
كل فتاة لديها هدفٌ في الحياة، وكان هدف مريم هو إكمال دراستها لتصبح امرأة ناجحة مساهمة في الحياة، أحبت مدرستها تذهب في كل يوم إليها، تستمع لدروسها، تجتهد في أداء واجباتها، حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية، كانت مرحلة جديدة في حياتها أحبتها كثيرًا.
كانت تقضي مريم معظم وقتها مع صديقاتها يدرسن أحيانًا ويلهون أحيانًا أخرى، استعدت بكل جهدها للامتحان، كان الخوف يملأ قلبها في انتظار ظهور النتيجة، بعد مدة حوالي الشهر ظهرت نتائج الامتحان، ذهب أخيها لجلب النتيجة لها، انتظرته بفارغ الصبر، لم تمضِ سوى ساعة حتى عاد أخوها، ركضت إليه مسرعةً، كانت علامات الفرح تظهر على وجهه، حضنها وقال لها” لقد نجحت نعم نجحت يا أختي” فرحت مريم كثيرًا لأنها ستكمل دراستها الجامعية.
ذهبت مريم برفقة ابنتيّ عمها إلى إدلب، وعندما وصلت إلى الجامعة من أجل إجراء أوراق التسجيل، طلب منها الذهاب إلى محافظة حلب من أجل دفع المبلغ المالي هناك، خرجن مسرعات إلى الكراج وتوجهن إلى حلب، وفي الطريق وقبل وصولهم مدينة سراقب قام أحد حواجز الثوار بإيقاف السيارة وطلب من السائق العودة، لأن المعارك كانت دائرة بين الثوار وقوات الأسد، قام السائق بتغيير الطريق وذهب من شمالي إدلب نحو حلب وعند وصولهم إلى أول حاجز لقوات الأسد، أوقف أحد عناصر الحاجز السيارة وسألهم إلى أين أنتم ذاهبين؟ كانت أسئلتهم كثيرة، غير أن بعض الحواجز يطول الانتظار عليها بسبب الازدحام، لكن رغبتها بإكمال دراستها كان أقوى من تلك المصاعب، أكملت طريقها حتى وصلت مدينة حلب وأنهت إجراءات التقديم، ثم عادت إلى بلدتها والفرح يملأ قلبها.
وبعد أن أنهت مريم دراستها للفصل الأول في الجامعة قررت عائلتها منعها من الذهاب إلى الجامعة، لكثرة الاعتقالات على حواجز قوات الأسد، كما أن إخوتها الشبان من أوائل المنضمين للثوار، خوفًا عليها من الاعتقال، كانت هذه صدمة كبيرة لها، لكنها لم تتنازل عن فكرة الدراسة والعمل.
تزوجت من ابن عمها وبدأت البحث عن عمل، وبعد زواجها بسنة أخبرها أحد أقاربها عن دورة من أجل الحصول على وظيفة، قررت الخضوع لها على الرغم من معارضة زوجها لها، حيث نجحت وحصلت على والوظيفة، فرغبتها كانت أقوى من كل شيء اعترض طريقها في مجال العلم.