الحرائق كابوسٌ يهدد المُزارعين شمالي سوريا والدفاع المدني يضعُ خطّة للاستجابة
ارتفع عدد الحرائق في مناطق شمال غربي سوريا منذ بداية العام الحالي، إلى ما يزيد عن الـ 600 جلها سجل في الأراضي الزراعية تزامناً مع موسم الحصاد وبعضها الآخر سجل في مخيمات النازحين، وذلك بحسب إحصائية خاصة بمنظمة الدفاع المدني السوري.
وتسببت الحرائق بوفاة 8 مواطنين بينهم أطفال ونساء وإصابة 44 آخرين بجروح، وأضرار كبيرة بالأراضي المزروعة، وفقاً لما جاء في إحصائية (الخوذ البيضاء).
وقالت المنظمة في تقرير نشر عبر معرفاتها، إن النسبة الأعلى سجلت في الربع الأول من العام الجاري بسبب لجوء المواطنين إلى استخدام بدائية في التدفئة.
وأضافت، أن فرقها أخمدت قرابة الـ 412 حريقاً بينها 183 حريق اندلعت في منازل المواطنين و48 في المخيمات و33 في محطات تكرير الوقود البدائية و6 في الأفران.
الحرائق كابوس يهدد المزارعين
تسببت الحرائق التي اندلعت بالأراضي الزراعية بإتلاف مساحات كبيرة يعتمد عليها أصحابها في تأمين قوت حياتهم، فهي المصدر الوحيد لتأمين مستلزماتهم في ظل أوضاع معيشية صعبة جراء تدهور العملة التركية (العملة المستخدمة للتداول في المنطقة) التي تجاوزت حاجز العشرين ليرة لكل دولار.
وتزايدت الحرائق التي اندلعت بالأراضي الزراعية منذ منتصف شهر نيسان/ أبريل الماضي، لتحصي منظمة الدفاع المدني قرابة الـ 80 حريقاً غالبيتها بسبب إشعال النيران بالقرب منها، بحسب ما أوضحه المتطوع شادي الحسين خلال حديثه لفرش.
وأرجع “الحسين” أسباب تزايد عدد الحرائق في الأراضي الزراعية إلى تجاهل بعض المزارعين لقواعد السلامة وإرشادات الوقائية خلال حرقهم لمحصول القمح (الفريكة) ما يؤدي إلى انتقال النيران تدريجياً إلى المساحات المزروعة بسبب قابليتها للاشتعال السريع.
وتعود الحرائق بالضرر بشكل كبير على المزارعين الذي يقضون أشهراً طويلة في حراثة أراضيهم وزراعتها ما يتسبب ذلك بخسائر مالية كبيرة يضاف إلى ذلك الجهد الذي يبذلونه.
يقول طه الحسين أحد المزارعين في إدلب لفرش، إن أرضه احترقت بالكامل بعد إلقاء أحد الأشخاص لسيجارة دخان بالقرب منها، موضحاً، أنه شعر بالحزن والأسى لخسارته الكبيرة.
الخوذ البيضاء: وضعنا خطة متكاملة للتعامل مع حرائق شمال غربي سوريا
أكد “الحسن” أن منظمة الدفاع المدني وضعت خطة مسبقة للاستجابة إلى الحرائق، وذلك من خلال وضع نقاط متقدمة لفرق الإطفاء التابعة لها بالقرب من المناطق التي يكون فيها نسبة الأراضي الزراعية كبيرة لوصلهم بشكل أسرع إلى مكان الحريق أثناء حدوثه.
وأضاف، أنه على جميع الأهالي الذين يعيشون في المخيمات اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع الحرائق، من حيث الانتباه إلى مواقد الطهو والمعدات الكهربائية، إضافة إلى تأمين المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة معدات مكافحة الحرائق في المخيمات، بحيث تخفف الأضرار ضمن المخيمات بشكل أكبر ريثما تستطيع فرق الإنقاذ السيطرة على الحرائق.
وتعمل فرق الدفاع المدني على حملات توعية وتدريبات في مخيمات شمال غربي سوريا مستمرة للحد من الحرائق وتقليل أضرارها على الأفراد والممتلكات والسيطرة عليها قبل انتشارها.
وشددت منظمة الدفاع المدني على ضرورة التقييد واتباع إرشادات وإجراءات السلامة العامة والشخصية للحد من اندلاع الحرائق ضمن المخيمات والتجمعات السكانية.