لم تثنيها الظروف عن تحقيق ما تريد
وفاء المحمد (كفرنبل-إدلب)
للحياة مجالات عديدة، وفشل الانسان في إحداها لا يعني أنه بالضرورة إنسانٌ فاشل، إذا لم يتمكن من تحقيق النجاح في مجال من هذه المجالات، فهو بعزيمته وإصراره قادر أن ينجح ويبدع في مجال آخر.
هيام امرأة لم يحالفها الحظ في الحياة الزوجية، ولكنها لم تستسلم وبقيت تواصل حياتها وتبحث عن عمل لتثبت ذاتها وتكون فردًا فعالًا في المجتمع، حيث قررت أن تعيد دراسة الثانوية العامة، الأمر الذي حظي بتشجيع من والديها.
تقدمت هيام إلى امتحان الثانوية وتمكنت اجتيازه بنجاح، كانت سعادتها لا توصف بنجاحها، ولكن مجموعها لم يؤهلها للدخول إلى الجامعة التي طالما حلمت بدخولها، ومع ذلك لم تستسلم فقررت التدريس في المدرسة كمعلمة وكيلة، تلك المهنة التي أحبتها منذ الصغر، وكان لها ما أرادت وعملت كمعلمة لبضع سنوات.
لم تجد هيام ضالتها عند هذا الحد، فهي ما زالت تشعر بأن شيئًا ما ينقصنها، فما زالت تأمل بتحقيق حلمها في دخول الجامعة، فقررت أن تتقدم لامتحان الثانوية العامة مرةً أخرى، وتمكنت من اجتياز الامتحان والنجاح، حيث حصلت على مجموع يؤهلها لدخول الجامعة وتحقق حلمها الذي كانت تسعى له منذ سنين، فدخلتْ الجامعة ودرستْ بجد وتخرجتْ من الجامعة بمعدل جيد.
بعد أن تخرجت هيام من الجامعة عادت لتمارس مهنتها المفضلة والعزيزة على قلبها وهي التدريس في المدرسة، ولكن في ذلك الوقت كانت الثورة قد اندلعت وعمت أرجاء المدن، كانت هيام من المناصرين للثورة ما اضطرها لترك عملها في التدريس في وقتٍ لاحقٍ، لأنها لم تعد تستطيع الذهاب لتقاضي راتبها الشهري بسبب حواجز النظام، لم تقف عند ذلك فهي من عائلة فقيرة وتحتاج إلى النقود كي تساعد والدها المتقاعد في مصروف المنزل.
بقيتْ بلا عمل ولكن ذلك لم يشعرها بالإحباط أو اليأس فقد عرفتْ من بعض الصديقات بأن منظمة URBستجري دورة تدريبية للإعلام، قررت الالتحاق بتلك الدورة علها تحصل من خلالها على عمل، وبعد انتهاء الدورة كانت هيام من المستحقات للنجاح بها، فقد ساعدتها دراستها في الجامعة للغة العربية على أن تكون متميزة في هذه المهنة الممتعة، وحصلت على وظيفة في راديو فرش قسم الموقع.
تعمل هيام الآن بمجال كتابة المدونة التي تتحدث عن معاناة المرأة السورية في ظل الحرب، كما تكتب قصة عن نجاح المرأة السورية في ظل الثورة، فضلًا عن تحرير الأخبار وكتابة التقارير، وهي سعيدة بعملها الجديد وتعتز به كثيرًا لأنها أصبحت قادرة على إيصال صوت المرأة السورية إلى العالم.