بعد غياب زوجي لم يبقَ معيلًا لأولادي غيري
أمل الأحمد (كفرنبل-إدلب)
سبع سنوات من عمر الثورة والمرأة السورية تعاني وتقاوم بكل ما لديها لتربية أطفالها وتحمل نفقاتهم، أم أحمد اعتقل زوجها في السنة الأولى من الثورة، تاركًا لها خمسة أولاد لا يتجاوز عمر ابنها الكبير 15 عامًا.
اعتقل زوج أم أحمد في بداية الثورة أثناء ذهابه إلى عمله، حيث قامت قوات الأسد باعتقاله على أحد الحواجز واقتياده إلى المركز الجنائي في المدينة، بقي مدة شهر، ذهبت مرة واحدة لزيارته وكانت أخر مرة تراه بها، تم نقله بعد ذلك إلى فرع صيدنايا بدمشق وانقطعت جميع أخباره عنها، لتجد نفسها أمام عائلة كبيرة بحاجة إلى معيل يقدم لها المصروف.
قررت البحث عن عمل، فلم يعد لها معيل لأولادها، لكن أشقاء زوجها لم يقبلوا بذلك، وقالوا بأنهم سيقدمون لها المساعدة، أصرت أم أحمد على البحث عن عمل دون طلب المساعدة من أحد، في البداية بدأت تعمل بالنسيج، كانت تنسج ثيابًا لأهالي الحي، ولكن المال الذي تكسبه لا يكفي مصروف أطفالها.
أخبرها أحد أقاربها أن مشفى البلدة بحاجة إلى ممرضة، وطلب منها الذهاب لتسجيل أسمها، ذهبت أم أحمد إلى المشفى وقامت بتسجيل اسمها وأخبرت المعنيين عن وضعها المعيشي، وأنها معيلة لـ خمسة أطفال فقدوا والدهم، وهي بأمس الحاجة لهذا العمل.
وبعد مرور مدة أسبوع وصلها خبر قبولها في العمل بالمشفى، فرحت كثيرًا، لقد أصبح لديها عمل جديد، ستقوم بمساعدة المرضى، وتأمين كافة احتياجات أولادها، لن تحتاج لمساعدة أحد بعد الآن.
رغم ضيق العيش عليها إلا أنها وبعزة نفسٍ تأبى الخضوع للواقع المؤلم، هذا هو حال المرأة السورية، تكابد وتشقى لتعيش بكرامة.