أَحْبَبْتُ الإِعلَامَ في صِغَرِي وَتَمَكَّنْتُ من تَحْقِيقِ رَغْبَتِي
تغريد العبد الله (كفرنبل –إدلب)
شادية من مواليد 1989م، من مدينة كفرنبل، شابة طموحة ومفعمة بالحياة، طالبة حقوق في جامعة حلب، وصلت للسنة الثالثة في دراستها، وبسبب اندلاع الثورة في سورية والوضع الأمني الذي تعيشه المدن والقرى من اعتقالات وقصف مستمر، لم تتمكن من إكمال دراستها وتحقيق طموحها في أن تصبح خريجة ومحامية مستقبلًا، فقررت التخلي عن جامعتها خوفًا على حياتها.
رفضت شادية الاستسلام للواقع، والجلوس في المنزل دون السعي وراء حلمها، حاولت التقديم عدة مرات على وظيفة بعد تحرير المدينة من قوات الأسد، لكن الحظ لم يكن ليحالفها لعدم حصولها على شهادة التخرج، وبعد مدة من الزمن افتتحت منظمة إعلامية في مدينتها، أحبت الإعلام كثيرًا وقررت السعي لتحقيق ما حلمت به، في البداية كان كادر المنظمة من الرجال فقط، وبعد مضي عدة أشهر أطلقت المنظمة دورة للشابات للعمل في مجال الإعلام.
خضعت شادية للدورة، وتقدمت بأوراقها ونجحت لتصبح موظفة في المنظمة، وبدأت من موقع الأخبار وكتابة قصص معاناة المرأة السورية، وبعد مضي سنة على ذلك عملت في المجلة، وهي فرع من فروع المنظمة، وبدأت العمل ونجحت وتميزت في عملها، فرغبتها بتحقيق حلمها أعطاها الثقة بالنفس، لتصبح قادرة على إثبات ذاتها والنجاح رغم خسارتها لجامعتها.
لم تكتفِ بعملها بالمجلة بل خضعت لعدة دورات، وحصلت على عدة شهادات في مجال الإعلام، وتعمل الآن شادية لعدة مواقع إعلامية في المناطق المحررة، حيث خضعت مؤخرًا لدورة حصلت فيها على شهادة من معهد السلم والحرب.
كتبت أيضًا شادية القصص الإنسانية لأشخاص يعانون من إعاقات بسبب الحرب، ويحتاجون للمساعدة، فقد كان الهدف الأساسي لهذا العمل هو إيصال صوت الشعب السوري الثائر للعالم المحيط والخارجي، لتقديم المساعدة والدعم.
لم تنفِ شادية دخولها هذا العمل بالصدفة، لكن الرغبة وحبها للإعلام في صغرها قوَّى من عزيمتها، فهي لم تستطع إكمال دراستها، لكنها استطاعت أن تحقق ذاتها، وأن تكون شخصية قوية قادرة على الاعتماد على نفسها، رغم تعرضها للإساءة والضغط من المجتمع، بسبب العادات والتقاليد.
كذلك لا يخلو المجتمع من المشجعين، الذين وقفوا بجانبها لتحقيق حلمها، بأن تكون ناجحة تعتمد على نفسها وخاصة أنها تعيش في حالة حرب.