أمًا ومعيلًا لم ثنيها الظروف عن إكمال حياتها
تغريد العبد الله (ادلب-كفرنبل)
أم أحمد 45عامًا من مدينة كفرنبل، أرملة توفي زوجها في حادث سير وهي في سن صغيرة، لديها أربعة صبيان وفتاة، عاشت في غرفة مع وأولادها، مرت عليها أيامٌ قاسية، بسبب تكاثر الألسنة حولها، فالمجتمع المحيط بها لم يفكر بمساعدتها، بل بإزعاجها في كل وقت، لكنها لم تصغ لهذا، وقررت الاستمرار والعيش لتربية أولادها الصغار، ولم يساعدها سوى أهلها بالشيء اليسير.
قررت في البداية بيع الملابس والغذائيات في غرفتها، ومع مضي الوقت استطاعت أن توسع عملها أكثر، وبدأت تجني ثمن تعبها، وتأمين كل ما تحتاجه عائلتها، ويوم بعد يوم بدأت بتوسيع منزلها حتى أنهته، وخصصت غرفة لعملها، وجلبت كل ما يحتاجه الناس من بضائع مثل (ملابس وغذائيات وأواني مطبخ وأحذية)، وأصبحت معروفة من قبل الكثيرين وتقصد بشكل كبير، وبيتها لا يخلو من الزبائن فهي معروفة ببيعها ورخص أسعارها.
بربحها القليل استطاعت أن تجعل من نفسها أمًا ومعيلاً لأولادها، كانت ترى كل تعبها يزول لرؤية أولادها يكبرون من حولها، ومضت السنوات وكبر الأولاد وأصبحوا شبانًا وبدأوا بالعمل ومساعدتها.
بدأت الثورة حينها وعمت كل المدن والقرى، وكان أولادها ممن التحق بالثورة، شجعتهم على ذلك، لكن بسبب خوفهم عليها قرروا إرسالها إلى تركيا وجعلوها تغلق عملها، بسبب شدة القصف، وبعد مغادرتها إلى تركيا مكثت عدة أشهر، لكنها لم تستطع البقاء واحتمال الفراق، فنصف أولادها معها والنصف الثاني بعيدين عنها، فقررت العودة لتبقى بجانبهم، وعند عودتها فتحت محلها الذي بدأت منه، ومع مرور الوقت تمكنت من تزويج ولدها الكبير، ورزقه الله بأطفال يملؤون حياتها ويعيشون بجوارها.
سعادتها لا توصف برؤيتهم حولها، بعزيمتها وإصرارها استطاعت أن تجعل من نفسها امرأة قوية، وقفت في وجه الجميع لتحصد ثمن تعبها، ورؤية أولاها بخير وصحة جيدة وأحفادها يلعبون حولها.