بإصرارها وعزيمتها استطاعت تحقيق حلمها
وفاء المحمد (كفرنبل-إدلب)
لا بد من أمل نعيش عليه لتحقيق ما نحلم به، وفي نفس الوقت تقف بعض العقبات في طريقنا لتضعف من عزيمتنا بعض الشيء ولكن حين يشجعك أحد ويقف بجانبك لتحقيق حلمك فهذه نعمة كبيرة.
زينة درست المرحلة الثانوية وتمكنت من اجتيازها بنجاح وبمجموع يؤهلها للتسجيل بالجامعة وبالفرع الذي كانت تحب أن تدرسه من صغرها وهو كلية التربية معلم صف، فهي منذ أن كانت صغيرة تطمح إليها وترغب في أن تصبح معلمة للأطفال، تمكنت زينة من التسجيل بالجامعة ودرست السنة الأولى ونجحت إلى السنة الثانية.
وفي تلك الفترة كانت الثورة السورية قد بدأت وحواجز النظام انتشرت على الطرقات وفي المدن والأرياف والطائرات تملأ السماء حتى أن الجامعة لم تسلم من غدرها وكلما كانت تذهب إلى الجامعة يبقى والداها خائفان إلى حين عودتها فهي ابنتهم الوحيدة، تأزم الوضع أكثر فأكثر، ولم يعد والداها وأقربائها يرغبون بذهابها إلى الجامعة وإكمال درستها خوفًا عليها بسبب تلك الأوضاع المزرية، جلست في المنزل وكلها أمل وشوق للعودة إلى جامعتها ودراستها التي أحبتها منذ الصغر.
في هذه الأثناء تقدم لخطبتها شاب من بلدتها يعمل مدرسًا للغة العربية، وبما أنها لم تعد تستطيع الذهاب إلى الجامعة وافقت على الخطبة، وبعدها بفترة قصيرة تم الزواج، ومن الله عليها بطفلٍ ملأ عليها حياتها حبًا وفرحًا وأنساها بعضًا من حزنها على فراقها الجامعة.
تجدد الأمل لديها بعد أن خرج الجيش من مدينة إدلب وريفها وتحريرها بالكامل وأصبحت الطرقات شبه آمنة، جاءها زوجها وأراد مفاجئتها وقال لها:” ما رأيك بإكمال دراستك وتحقيق حلمك الذي انتظرته منذ سنوات كانت فرحتها كبيرة بهذا الكلام من زوجها وكاد قلبها يطير من الفرحة، واجابت نعم موافقة وكلي أمل ورغبة في ذلك.
ذهبت زينة برفقة زوجها إلى الجامعة وتقدمت بأوراقها المطلوبة وبدأت بالدراسة من جديد واستطاعت النجاح في السنوات جميعها وتخرجت من الجامعة وبمعدل جيد جداً، في يوم تخرجها شعرت زينة أنها ولدت من جديد… نعم تمكنت من تحقيق حلمها وأصبحت معلمة والآن هي تدرس بمدرسة في بلدتها وتساعد زوجها بمصروف المنزل، بإصرارها وعزيمتها استطاعت تحقيق حلمها، بمساندة من حولها.