زوجة مساندة لزوجها وليست عبئًا عليه
مريم في الثلاثين من عمرها، كانت في السنة الأولى عندما بدأ الحراك الثوري، تدرس فرع اللغة الفرنسية بجامعة حلب، انهت السنة الأولى من دراستها وترفعت إلى الثانية، كانت فرحة بذلك وكلها أمل أن تكمل دراستها رغم خطورة الوضع الذي كانت تشهده المنطقة بسبب انتشار حواجز قوات الأسد على الطرق، ولكن خوف والدها وأخوتها عليها وقلقهم الشديد والاعتقالات التي طالت طلاب الجامعات، كان سبباً بتوقفها عن الدراسة والجلوس بالمنزل، كانت صدمتها كبيرة فهي لم تكمل دراستها ولم تحقق حلمها بأن تصبح مدرسة اللغة الفرنسية التي تحبها كثيرًا .
في ذلك الوقت تقدم لها شاب من مدينتها يعمل في الامن السياسي بدمشق وبما أنها لم تعد تستطيع إكمال دراستها قبلت به وبعد فترة قصيرة تزوجا، بقي مدة سنة بعمله وأنعم الله عليها بولد فكان أملاً جديدًا لها بالحياة، ولكن بعد رؤية زوجها لظلم نظام الأسد لشعبه قرر الانشقاق والعودة إلى مدينته، كان ذلك الأمر من الصعب عليه فكان خطرًا عليه ولكنه كان مصرًا على الانشقاق، كاد الخوف يقتلها عليه من اكتشاف أمر انشقاقه والقاء القبض عليه، كانت حواجز قوات الأسد منتشرة على الطريق ولكنه وصل إلى المدينة بخير وسلامة.
أقامت بغرفة صغيرة بمنزل أهل زوجها، وبدأ زوجها البحث عن عمل من أجل تأمين المصاريف وخاصة بعد أن أصبح لديهم طفل، عمل بالبداية ببيع الألبسة المستعملة، ولكن ذلك لم يدم طويلاً فقد تراكمت عليهم الديون وأصبح وضعهم سيء.
بدأ زوجها يخرج مع الفصائل من أجل أن يتقاض راتب، لتحسين وضعهم المعيشي، فقررت مريم البحث عن عمل وعدم الجلوس مكتوفة الأيدي من أجل مساندة زوجها، خضعت لعدة دورات تدريبية وكانت أخر دورة من أجل العمل في روضة أطفال كانت مدة الدورة أسبوع وبعد انتهائها، تم قبولها للعمل في الروضة، كانت فرحتها كبيرة بذلك فقد أصبحت زوجة مساندة لزوجها وليس عائقاً بطريقه.
أمل الأحمد (كفرنبل-إدلب)