رغم معاناتها كانت المعيل الوحيد لأمها وإخوتها
آية عبد السلام (كفرنبل-إدلب)
على الرغم من كثرة المصاعب مرت بها نور في حياتها إلا أنها قررت ألا تستسلم لواقعها، وتبقى صامدة فقد بقيت المعيل الوحيد لأمها وإخوتها الصغار بعد أن توفي والدها.
درست نور التي تبلغ من العمر 23عاماً في معهد المعلوماتية في مدينة إدلب مدة سنة ونص، بعد ذلك لم تعد قادرة على إكمال دراستها بسبب الاشتباكات التي كانت تدور بين قوات الأسد والجيش الحر، واضطرت لترك المعهد لمدة سنة كاملة وبقيت في البيت.
حزنت نور لأنها لم تعد تستطيع إكمال دراستها، ولكنها بقيت على أمل أن تكملها، ولكن ذلك الأمل لم يدم طويلاً، فقد تفاجأت بوفاة والدها إثر أزمة قلبية، كانت الصدمة قاسية وكبيرة بالنسبة لنور، فقد كان والدها يعدها دومًا بأن تكمل دراستها عندما تنتهي الحرب.
عاشت نور بلا معيل مع أمها وإخوتها الصغار، وجميعهم يحتاج لمن يؤمن لهم متطلباتهم، وتأمينها ليس سهلاً في ظل تلك الظروف التي تمر بها البلاد.
قامت نور بتجهيز غرفة صغيرة في المنزل كروضة من أجل تدريس الأطفال الصغار، وأحضرت بعض الألعاب من أجل الترفيه عن الأولاد وإخراجهم من جو الحرب، علها تؤمن بعض النقود لإعالة أمها وإخوتها الصغار.
سمعت نور من إحدى صديقاتها بقيام دورة معلوماتية في مركز مزايا فقررت الخضوع لها، بعد ذلك سجلت في اتحاد المكاتب الثورية على وظيفة، وبعد فترة وجيزة حصلت على وظيفة، وعملت في روضة أطفال لمدة سنتين، ثم انتقلت للعمل في فريق راديو فريش.
تمكنت نور بجدها وإصرارها على العمل بأن تكون قادرة على تأمين متطلبات إخوتها الصغار وسندًا لأمها، وأصبحت مساهمة في المجتمع، ولم تعد عبئاً على أحد.