بجدها وإصرارها على متابعة حياتها تمكنت من العمل وإعانة أطفالها
نور العمري (كفرنبل-إدلب)
رغم المعاناة التي مرت بها المرأة السورية في ظل الحرب، إلا أنها بدت قوية وصبورة في أغلب الأحيان لتعيش حياتها وتكمل رعاية أبناءها.
اعتقل زوج أم أحمد، في بدايات الثورة وعاشت مع أولادها الثلاثة، طفلتان وولد في منزلهم، لم يكن لها أي مردود مادي، فقد كان زوجها عاملًاً فقيرًا.
كان اعتقال زوجها صدمةً كبيرةً لها، فأولادها صغار لا يتجاوز عمر الكبير منهم العشر سنوات، فهم غير قادرين على العمل خارج المنزل، ولم يقدم أحد من أقاربهم لهم المساعدة، ولم يهتموا لأمرهم ولو حتى بمبلغ صغير من المال في كل شهر، وخاصة في هذه الظروف المعيشية الصعبة.
كانت إحدى جارات أم أحمد تعمل في مشغل صغير للفسيفساء، أخبرتها بأن تتعلم هذه المهنة وتتدرب وتعمل بها لتعين عائلتها.
بدأت أم أحمد بالذهاب إلى المشغل برفقة جارتها، يوم بعد يوم تتعلم قص الحجارة وتركيبها على الصور واللوحات وغيرها، وأخذت تتعلم في البداية اللوحات السهلة والبسيطة والصغيرة.
في هذه الفترة كانت تأتيها في بداية كل شهر معونة أو سلة إغاثية من إحدى المنظمات، ومبلغ صغير من المال من إحدى العائلات التي تبرعت لها براتب شهري.
بعد شهر من التدريب اتقنت أم أحمد العمل في مجال الفسيفساء، وأصبحت تعمل في المشغل كعاملة من المستوى الجيد، فقد باتت تعمل معظم اللوحات التي يصعب على أي أحد أن يشغلها، وكانت لا تستغرق معها وقتًا طويلاً، فقد أصبحت يدها خفيفة في العمل بالحجارة، كان كل ذلك بجدها وإصرارها على متابعة الحياة بدون أن تحتاج لأي أحد، وأن تربي أطفالها وتعينهم.
تمكنت أم أحمد وبجدها وتعبها من العمل ومساندة أولادها، بعد اعتقال زوجها، دون أن تحتاج مد يد العون لأحد.